يعتبر النوم والغفيان المفاجئ من الأمور الشائعة بين الأطفال والمراهقين. إذ أن عدم الحصول على قسط كاف من النوم يؤدي غالباً إلى بعض السلوكيات والمشاكل الصحية، مثل العصبية، وصعوبة الانتباه، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل الوزن والسمنة، والصداع، والاكتئاب. [1]

ما هو الميلاتونين؟

الميلاتونين هو هرمون يتم إفرازه من في منطقة في الدماغ تسمى الغدة الصنوبرية. يتم إفرازه بشكل طبيعي في الليل لتحفيز الجسم على الخلود إلى النوم. [1] [2]

تتوفر مكملات الميلاتونين بشكل واسع، ويمكن العثور عليها دون وصفة طبية كمكمل غذائي، مما يعني أنه يمكنك شراؤه من الصيدلية دون وصفة طبية. ومع ذلك ، يعتبر استخدامه غير منظم من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لذلك يجب استشارة الطبيب أو الصيدلاني المختص قبل شراؤه. [1] [2]

الميلاتونين للرضع

لا ينصح باستخدام الميلاتونين للأطفال الرضع والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات. إذ تعتبر تراكيز الميلاتونين منخفضة بشكل طبيعي في الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 3 أشهر أو أقل، كما أن أدمغتهم لا تزال قيد التطور.وعليه، لا توجد دراسات طويلة الأمد حول أمان وإمكانية استخدام الميلاتونين للأطفال الرضع. [2]

من ناحية أخرى، يعتبر الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 5 سنوات أو أقل من الفئات التي تتأثر مدة النوم وجودته لديهم بالعوامل الخارجية، مثل التسنين، أوعادات الأكل، أو التغييرات في الروتين. لذلك من المهم العمل على علاج هذه الأسباب المختلفة لاضطرابات النوم بدلاً من إعطاؤهم الميلاتونين، أو الأدوية المضادة للأرق، أو حتى مضادات الحساسية التي تسبب النوم، خاصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و 5 سنوات. [2]

استخدامات وفوائد الميلاتونين للاطفال

يستخدم الميلاتونين للأطفال في العديد من المشاكل الصحية، مثل:

فوائد الميلاتونين للنوم

في حين أن الميلاتونين يلعب دوراً هاماً في النوم، فيجب استخدامه فقط بعد استشارة الطبيب أو الصيدلاني المختص.

قد ينصح الأطباء باستخدام الميلاتونين لفترات قصيرة الأمد لمساعدة الأطفال على الراحة والنوم بعمق. كما يساعد الميلاتونين أيضاً بعض الأطفال الأكبر سناً والمراهقين على إعادة ضبط دورة الصحو والنوم لديهم، خاصة في فترات ما بعد الإجازة، أو العطلات الصيفية، أو غيرها، فقد يكون الحصول على قسط كاف من النوم كل ليلة صعباً على المراهقين الذين اعتادوا على العطلة والراحة. [1]

اقرأ أيضاً: تعرف إلى طرق علاج اضطراب النوم

فوائد الميلاتونين لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة

يعاني ما يصل إلى 70% من الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة من مشاكل في النوم، والنعاس المفرط أثناء النهار الناجم عن الأرق أو صعوبة النوم في الليل. [2]

أظهرت الدراسات أن الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والذين يتناولون الميلاتونين يومياً تحسنت جودة النوم لديهم، وانخفضات أعراض الأرق، مما أدى إلى خلودهم إلى النوم أبكر بـ 16 دقيقة في المتوسط. ومع ذلك ، من المهم إبلاغ الطبيب بجميع الأدوية الأخرى التي يتناولها الطفل المصاب باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، كما يجب إبلاغ طبيب الأطفال عن الآثار الجانبية التي يشعر بها الطفل باستمرار. [2]

فوائد الميلاتونين للتوحد

تؤثر مشاكل النوم على ما بين 40% و 86% من الأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد ، إذ يعاني العديد من الأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحد من مشاكل في النوم، مثل: [2]

  • صعوبة في الخلود إلى النوم
  • الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل
  • النوم لفترات قصيرة من الوقت
  • النوم في وقت متأخر من الليل والاستيقاظ في وقت متأخر في الصباح

وجدت الدراسات حول استخدام الميلاتونين للأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحد تحسناً في جودة النوم، ومدته، وتقليل عدد مرات الاستيقاظ في الليل. كما أظهرت النتائج تحسن سلوكيات بعض الأطفال في فترة النهار. [2]

جرعات مكملات الميلاتونين للاطفال

يتم تصنيع مكملات الميلاتونين بالعديد من الأشكال الصيدلانية، مثل الشرابات، القطرات، أقراص الحلوى، الكبسولات، والأقراص، وكلها تحتوي على جرعات دوائية متفاوتة. ينصح باستشارة الطبيب المختص لتحديد الجرعة المناسبة للطفل قبل إعطاؤه أي من مكملات الميلاتونين، إذ يعتمد تحديد الجرعة المناسبة على المرض أو الخالة الصحية للطفل، والعمر، والوزن، وغيرها من العوامل الأخرى. [1]

يمكن البدء بأقل جرعة ممكنة، كما يلي: [2]

  • الأطفال في عمر 5 سنوات: 1-2 ملليغرام يومياً.
  • الأطفال من عمر 6-12 سنة: 1-3 ملليغرام يومياً.
  • المراهقين الأكبر من 13 سنة: 1-5 ملليغرام يومياً.

ينصح بعض الأطباء بالبدء بأقل جرعة ممكنة، 0.5 - 1 ملليغرام يومياً، تؤخذ قبل 30 إلى 90 دقيقة من وقت النوم، يومكن رفعها بالتدريج في حال لم يستجب الطفل للميلاتونين وفقاً لإرشادات الطبيب. لا يحتاج معظم الأطفال لجرعات أعلى من 3-6 ملليغرام يومياً، إذ أن معظم الأطفال يستجيبون للميلاتونين، حتى المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. [1] [2]

من المهم أيضاً تعويد الطفل على روتين جيد للنوم، مثل التوقف عن مشاهدة التفاز، وإبعاد الهاتف المحمول، وخفت إضاءة الغرفة.

اقرأ أيضاً: عدد ساعات النوم على حسب العمر

هل استخدام الميلاتونين للاطفال امن؟

في حين أظهرت الدراسات أن الاستخدام قصير الأمد آمن نسبياً على صحة الأطفال، إلا أن الأبحاث التي درست أمان وإمكانية استخدامه على فترات أطول قليلة جداً.

إذ تشير بعض الأبحاث إلى تخوف العلماء من تأثير الميلاتونين على نمو الطفل وتطوره، خاصة خلال فترة البلوغ. [1]

الاثار الجانبية لاستخدام الميلاتونين للاطفال

ينطوي الميلاتونين على العديد من الآثار الجانبية الشائعة لدى الأطفال، مثل: [1]

  • النعاس في النهار
  • الخمول
  • زيادة التبول الليلي
  • الصداع
  • ألم المعدة
  • الإسهال
  • الكوابيس

سمية الميلاتونين للاطفال

مع تزايد عدد الأشخاص الذين يعتمدون على الميلاتونين للنوم، زادت الإبلاغات عن حالات التسمم لدى الأطفال بسرعة. وخلال الفترة من 2012 إلى 2021 ، كان هناك أكثر من 260000 حالة عن تسمم الأطفال بالميلاتونين. [1]

نظراً لأن المؤسسات الصحية لا تنظم المكملات الغذائية مثل الأدوية، فمن الجدير معرفة أن بعض مكملات الميلاتونين قد تحتوي أيضاً على السيروتونين، أو الكانابيديول، مع كميات وجرعات متفاوتة من الميلاتونين. وجدت دراسة حديثة أن بعضها يحتوي على كميات عالية جداً من الميلاتونين تفوق الجرعة المدرجة على العلبة. [1] [2]

لمنع التسمم في المنزل، ينصح بتخزين الميلاتونين، وجميع الأدوية، والفيتامينات، والمكملات الغذائية في مكان آمن بعيداً عن متناول الأطفال. [1]

تحسين نظام النوم للأطفال

من المهم تحسين نظام النوم لدى الأطفال قبل إعطاؤهم المكملات الغذائية التي تساعد على النوم، ويمكن تحسين جودة النوم ونوعيته من خلال اتباع ما يلي: [3]

  • تنظيم ساعات النوم وتعويد الطفل عليها.
  • ممارسة الرياضة خلال النهار.
  • التقليل من وقت القيلولة أو حتى منعها.
  • الاسترخاء قبل النوم، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الاستحمام، وقراءة القصص.
  • إطفاء شاشات التلفاز والهواتف المحمولة.
  • خفت إضاءة الغرفة جيداً.

اقرأ أيضاً: ما هي نظافة النوم؟