يعتقد الكثيرون أن السعال بحد ذاته مرض، إلا أن السعال في الواقع آلية من آليات الدفاع عن الجسم لتخليص الممرات الهوائية من مسببات الأمراض والحساسية والبلغم.

في العادة لا يعد السعال أمر يدعو للقلق عندما يستمر لفترة قصيرة لا تتجاوز أسبوعين، أما السعال المزمن الذي يستمر لأكثر من أسبوعين فيعد مقلق ويحتاج للتقييم من قبل الطبيب.

كيف يحدث السعال؟

يحدث السعال عند طرد الهواء بسرعة من الممرات الهوائية للصدر، وقد تحدث هذه العملية بشكل إرادي عند رغبة الشخص في طرد الهواء أو البلغم في الممرات الهوائية، وقد يحدث السعال بشكل لا إرادي نتيجة لتحفيز أعصاب الجهاز التنفسي.

يمكن أن يحدث التحفيز لاعصاب الجهاز التنفسي التي تبدأ السعال نتيجة للعديد من الأسباب مثل التعرض للعدوى التي تسبب الالتهاب في الممرات التنفسية، أو نتيجة للحساسية، أو التعرض لتيار هوائي بارد، أو التعرض للمواد الكيميائية مثل دخان السجائر ورائحة العطور ومواد التنظيف وغيرها من المواد التي تهيج أغشية الممرات الهوائية، ولكن التحفيز الدائم لبدء السعال وتسببه بسعال مزمن أي طويل الأمد يشير إلى وجود مشكلة بحاجة للعلاج.

للمزيد: السعال علامة مرضية لا يمكن تجاهلها

أسباب السعال المزمن

يعد السعال المزمن من الحالات الشائعة، إلا أن الاهتمام من قبل الأطباء يتوجه لمعرفة السبب خلف السعال المزمن، ويمكن أن تشمل أسباب السعال المزمن على ما يلي:

التدخين

يعد التدخين سبب السعال المزمن مع البلغم الأكثر شيوعاً، إذ تتسبب المواد الكيميائية في السجائر ومشتقات التبغ بحدوث تهيج كيميائي في الأغشية المخاطية المبطنة للممرات الهوائية مما يسبب سعال مزمن، ويمكن أن تسبب هذه المواد الكيميائية أيضاً العديد من الأمراض في الجهاز التنفسي التي بدورها تسبب السعال المزمن عند الكبار ومنها:

يعد السعال المزمن من المشاكل التي تقلق المدخنين، ولكن لحسن الحظ غالباً ما يعود سبب السعال المزمن لدى المدخنين إلى أسباب حميدة غير سرطان الرئة، ولكنها في نفس الوقت أسباب خطيرة.

التنقيط الأنفي الخلفي

يحدث التنقيط الأنفي الخلفي (بالإنجليزية: Postnasal drip) عند تسرب المخاط الكثيف بعد التعرض لعدوى من خلف الأنف في الحلق، مما يؤدي إلى تهيج الأعصاب في البلعوم الأنفي مما يسبب بدوره السعال، وغالباً ما يحدث التنقيط الأنفي الخلفي نتيجة لحالات الجهاز التنفسي العلوي المختلفة مثل التهاب الجيوب الأنفية، والتهاب الأنف التحسسي.

يتميز التنقيط الأنفي الخلفي بتسببه بالسعال ليلاً المترافق بالشعور بالانزعاج في الجزء الخلفي من البلعوم، ويحدث السعال أيضاً أثناء النهار ولكن بوتيرة أقل، ويمكن علاج التنقيط الأنفي الخلفي بالطرق التالية:

  • مضادات الاحتقان للتخفيف من الالتهاب في ممرات الجهاز التنفسي العلوي ومنها سودوإفدرين (بالإنجليزية: Pseudoephedrine) ، وفينيليفرين (بالإنجليزية: Phenylephrine).
  • الأدوية التي تخفف من الحساسية في الممرات التنفسية ويطلق على هذه الأدوية مضادات الهستامين، ومنها كلورفينيرامين (بالإنجليزية: Chlorpheniramine)، وديفينهيدرامين (بالإنجليزية: Diphenhydramine).
  • بخاخات الكورتيكوستيرويدات الأنفية لعلاج حالات الالتهاب المزمنة ومنها البيكلوميثازون (بالإنجليزية: beclomethasone)، تريامسينولون (بالإنجليزية: triamcinolone).
  • استنشاق البخار.
  • شطف الأنف بمحلول ملحي.

الربو

يعد الربو (بالإنجليزية: Asthma) سبب من أسباب السعال المزمن عند الأطفال، ويحدث نتيجة تضيق القصبات والشعب الهوائية بسبب التهابها، وغالباً ما ينجم الالتهاب المسبب للربو عن العوامل المسببة للحساسية مثل الغبار، والعث المنزلي والمواد الكيميائية. يسبب الربو صفير الصدر والسعال المزمن وانخفاض أكسجين الدم، وفي معظم الحالات يسبب الربو السعال المزمن الجاف الغير مترافق بخروج بلغم أو مخاط مع السعال.

يعالج الربو بموسعات القصبات الهوائية والكورتيكوستيرويدات المستنشقة للتخفيف من التهاب القصبات الهوائية، ومن الامثلة على هذه الادوية ترايمسنولون (بالإنجليزية: Triamcinolone)، أو بوديسونيد (بالإنجليزية: Budesonide).

ارتداد الأحماض المعدي المريئي

يحدث ارتداد الأحماض المعدي المريئي (بالإنجليزية: Gastroesophageal Reflux Disease or GERD) نتيجة لوجود مشكلة في العضلة العاصرة السفلية للمريء، وهي العضلة التي تفصل المريء عن المعدة وتمنع محتويات المعدة إلى المريء بما في ذلك الأحماض والطعام. تتسبب عودة الأحماض إلى المريء في استنشاق أحماض المعدة إلى القصبات الهوائية مما يتسبب بحدوث التهاب في القصبات وسعال مزمن دون صفير.

يتسبب ارتداد الأحماض في العديد من الأعراض بما في ذلك حرقة المعدة، وكثرة التجشؤ، والشعور بطعم حامض أو مر في الفم، ورائحة الفم الكريهة، وتهيج الحنجرة، والتهاب الحلق.

يمكن الوقاية من الإصابة بارتداد الأحماض من خلال تجنب تناول الأطعمة التي تحفز حدوث الحموضة مثل الشوكولاتة، والنعناع، والقهوة، والثوم، والبصل، والحمضيات، وصلصة الطماطم، والأطعمة التي تحتوي على الكثير من الدهون، كما يساعد تناول وجبات صغيرة وعدم الاستلقاء مباشرة بعد تناول الطعام على التخفيف من خطر الإصابة بارتداد الأحماض.

تساعد الأدوية المضادة للحموضة على التخفيف من حموضة المعدة مما يخفف بدوره من السعال، ومن هذه الأدوية رانيتيدين (بالإنجليزية: Ranitidine) ، وسيميتيدين (بالإنجليزية: Cimetidine)، وفاموتيدين (بالإنجليزية: Famotidine)، ولانسوبرازول (بالإنجليزية: Lansoprazole).

اقرأ أيضاً: السعال الديكي: سعال المئة يوم

التهاب القصبات المزمن

يحدث التهاب القصبات المزمن (بالإنجليزية: Chronic Bronchitis) نتيجة لعدوى القصبات الهوائية خاصة العدوى البكتيرية، أو نتيجة لاستخدام التبغ، او التعرض لملوثات الهواء لفترات طويلة.

عادةً ما يتسبب التهاب القصبات الهوائية المزمن في الإصابة بسعال مزمن مترافق بخروج بلغم كثيف لزج ذو لون داكن، وتحتاج هذه الحالة للعلاج بالمضادات الحيوية التي يصفها الطبيب.

أدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين

تستخدم أدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين في علاج ارتفاع ضغط الدم، وضعف عضلة القلب، والنوبة القلبية، ومن هذه الادوية إينالابريل (بالإنجليزية: Enalapril)، وليسينوبريل (بالإنجليزية: Lisinopril).

على الرغم من فوائد هذه الأدوية إلا أن من آثارها الجانبية السعال المزمن الذي يتطور لدى ما يقارب 20% من مستخدميها، لذا عند ظهور السعال قد يتحول الطبيب إلى وصف أدوية أخرى مثل حاصرات مستقبلات الانجيوتنسين ومن هذه الأدوية لوسارتان (بالإنجليزية: Losartan)، وفالساتران (بالإنجليزية: Valsartan).

أسباب السعال المزمن الأخرى

تشمل أسباب السعال المزمن الأخرى على ما يلي:

  • أنواع عدوى الرئة المختلفة مثل السل ، وعدوى الميكوبلازما، وعدوى الكلاميديا.
  • السعال الديكي.
  • أمراض القلب مثل ضعف عضلة القلب.
  • سرطان الرئة .
  • التوتر.

للمزيد: بكتيريا الجهاز التنفسي الأكثر شيوعاً بالتسبب بأمراضه