يعاني العديد من الأفراد من الإمساك (بالإنجليزية: Constipation) ويشعرون بصعوبة في خروج البراز، مما يسبب لهم بعض المشاكل كالغازات، وألم أسفل الظهر، والتعب، والقلق، وقلة الشهية لتناول الطعام، ويعد الفرد مصاباً بالإمساك إذا كان معدل إخراجه للبراز أقل من ثلاث مرات أسبوعياً.

إلا إنه ومن المفرح وجود العديد من العلاجات الطبيعية التي يكون جزء كبير منها متوافر في المنزل، كذلك العلاجات الدوائية للحد من الإمساك ومضاعفاته التي قد تحد من قدرة الفرد على ممارسة حياته الطبيعية، وتسبب الإزعاج مثل ظهور البواسير، أو نزف المستقيم الناتج عن الشد الزائد أثناء خروج البراز.

توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإمساك والتي يجب معرفتها لتجنبها، إذ إن بعضها بسبب بعض الممارسات الخاطئة مثل قلة شرب الماء، أو قلة الحركة.

علاجات طبيعية للإمساك

يوجد العديد من الأعشاب والعلاجات الطبيعية التي يكون جزء منها متوافراً في المنزل والتي تستخدم لعلاج الإمساك ومنها ما يلي:

أطعمة تساعد في علاج الإمساك

يوجد بعض أنواع الأطعمة التي تساعد في الحد من الإمساك ومنها ما يلي:

  • الليمون: يعد اليمون أو عصير الليمون من الأطعمة المتوافرة منزلياً والتي تساعد في علاج الإمساك، إذ يحتوي الليمون على الفلافونيدات تحفز إفراز العصارة الهاضمة والأحماض في الجهاز الهضمي، كما يحتوي الليمون على الألياف، وينصح بعصر نصف ليمونة وإضافتها إلى كوب من الماء الدافئ، ويشرب صباحا على الريق قبل الإفطار أو مساء.
  • التين: يعد التين ملين للإمساك الشديد والمزمن، وينصح الأشخاص بتناول التين ضمن نظامهم الغذائي، إذ يعد غنياً بالألياف، وتجدر الإشارة إلى إمكانية تناول التين الطازج، أو التين المجفف.
  • العسل: يساعد العسل في الحد من الإمساك، وينصح بتناول ملعقتين صغيرتين من العسل ثلاث مرات يومياً، كما يمكن إضافة العسل إلى عصير الليمون الدافئ وشربه صباحاً قبل تناول الطعام.
  • زيت الخروع: يعد زيت الخروع من المسهلات التي تحفز الأمعاء الدقيقة والغليظة، وتحسن حركتها، وتدر الإشارة إلى استخدامه في الحالات الشديدة من الإمساك، كما يجب الحذر عند تناوله إذ إن الجرعات العالية منه تسبب تقلصات في البطن وتحفز حركة الأمعاء، وتجدر الإشارة إن طعمه غير مستساغ ويمكن تحسين طعمه بشربه مع عصير البرتقال.
  • السبانخ: يعد السبانخ غنياً بالفسفور، والكالسيوم، وحمض الأوكساليك، والألياف، لذلك ينصح بإضافته للنظام الغذائي للحد من الإمساك.
  • بذور الكتان: تحتوي بذور الكتان على بعض الفيتامينات مثل فيتامين E، وفيتامين ك كما تحتوي على بعض العناصر مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم، كما تعد غنية بالحمض الدهني أوميجا 3 والألياف، وتستخدم لعلاج الإمساك إذ يمكن سحق ملعقة كبيرة منها ثم إضافتها إلى كوب أو كوبين من الماء وشربها، وينصح عند تناولها بشرب كميات كبيرة من الماء فقد تسبب عدم راحة للبطن.
  • دبس الرمان: يعد دبس الرمان من أفضل الملينات الطبيعية للإمساك، ويمكن تناول ملعقة صغيرة منه قبل النوم، ويمكن إضافته للحليب أو عصير الفواكة لتحسين طعمه، وتجدر الإشارة إن دبس الرمان يحتوي على سعرات حرارية عالية.
  • العنب: يعد العنب غنياً بالألياف غير الذائبة مما يحسن من حركة الأمعاء، ويجدر التنبيه إلى احتواء العنب على كمية كبيرة من السكر لذلك على مرضى السكري الحذر عند تناوله.
  • الخوخ: فهو غني بالألياف التي تعتبر مليناً طبيعياً للأمعاء.
  • الزبيب: إذ يحتوي الزبيب على كمية جيدة من الألياف، بالإضافة إلى حمض التارتاريك الذي يملك تأثيراً مليناً للأمعاء.

للمزيد: فوائد عصير الليمون

علاج الإمساك بالأعشاب

تستخدم بعض أنواع الأعشاب في علاج الإمساك، إذ تحفز حركة الأمعاء، أو تحسن الحركة الدودية وتزيد الانقباضات في الأمعاء مما يحسن الحركة من القولون باتجاه المستقيم ، كذلك تعمل بعض أنواع الأعشاب بسحب السوائل باتجاه القولون ما يحسن من حركة الأمعاء ومن أنواع الأعشاب الملينة ما يلي:

  • النبق المسهل: تحفز عشبة النبق المسهل، أو ما يسمى بالقشرة المقدسة حركة الأمعاء، ويجدر التنبيه إلى استخدامها لفترة محدودة، إذ يوجد بعض الآثار الجانبية عند استخدامها لفترة طويلة، إذ تسبب خلل في توازن أيونات الجسم، أو ألم في البطن، وقد تسبب مشاكل في الكبد تصل في بعض الأحيان إلى تلف الكبد.
  • الراوند: يستخدم الراوند أو راوند الحدائق لفترة محدودة في علاج الإمساك، كما يحتوي هذا النبات على مادة التانين التي لها خصائص مضادة للإسهال.
  • بذر القطونة: تستخدم بذر القطونة في علاج الإمساك المزمن، وتعد هذه الأعشاب نوع من الألياف التي تشكل كتلة في البراز، ويجدر التنبيه إلى بعض الآثار الجانبية عند استخدامها مثل الغثيان، أو الاستفراغ، أو ألم المعدة، أو إصابة الفرد ببعض التفاعلات التحسسية.
  • الدردار الأحمر: يعد الدردار الأحمر من الأعشاب التي تستخدم لفترة محدودة في علاج الإمساك، إذ يحفز الأعصاب الموجودة في الجهاز الهضمي، مما يزيد من إفراز المخاط ويحسن الإمساك، ويجدر التنبيه إلى عدم تناول الدردار في نفس الوقت مع بعض أنواع الأدوية إذ تحتوي على مادة صمغية تغلف الجهاز الهضمي مما يقلل من امتصاص بعض أنواع الأدوية عند تناولهم مع بعض.
  • السنا: تستخدم عشبة السنا لفترة قصيرة وضمن جرعات محددة، إذ تستخدم لعلاج الإمساك بالأعشاب، وتفريغ الأمعاء قبل إجراء بعض أنواع العمليات الجراحية، ويجدر التنبيه إلى أن استخدامها بجرعات عالية ولفترة طويلة قد يؤدي إلى تلف الكبد.

ممارسات صحية لعلاج الإمساك

يوجد العديد من الممارسات الصحية التي ينصح بها الأفراد للوقاية من الإمساك وعلاجه ومنها ما يلي:

شرب كميات إضافية من الماء لعلاج الإمساك

ينصح الأفراد عادة بشرب الماء والحفاظ على رطوبة الجسم، إذ إن قلة شرب الماء هي أحد أسباب الإمساك، وينصح الأفراد عند إصابتهم بالإمساك بشرب كميات إضافية من الماء وليس المشروبات التي تحتوي على كمية عالية من السكر أو المشروبات الغازية والتي تضر بصحة الفرد.

للمزيد: إدمان المشروبات الغازية

تناول الألياف لعلاج الإمساك

يؤدي تناول الألياف إلى زيادة كتلة البراز ويحسن حركة الأمعاء، مما يسهل خروج البراز، ويوجد نوعين من الألياف وهما:

  • الألياف الذائبة: تمتص الألياف الذائبة الماء وتكون هلام أو معجون مما يرطب البراز ويحسن قوامه، وتوجد الألياف الذائبة في العديد من الأطعمة مثل بعض أنواع الخضار والفواكه، والمكسرات والبذور، ويجدر الإشارة أن بعض الألياف الذائبة القابلة للتخمر لا تعد فعالة في علاج الإمساك.
  • الألياف غير الذائبة: تشكل هذه الألياف كتلة إضافية مما يسرع مرور البراز خلال الجهاز الهضمي، ومن الأمثلة عليها الحبوب الكاملة، ويجدر الإشارة إن الألياف غير الذائبة قد تفاقم بعض الأمراض مثل متلازمة القولون العصبي ، أو الإمساك المزمن مجهول السبب.

ينصح بتناول كلا النوعين من الألياف مع بعضهما وتنصح النساء بتناول 25 غرام من الألياف يومياً، بينما الرجال بتناول 38 غراماً، كما تتوافر العديد من أنواع المكملات الغذائية والتي تحتوي على الألياف، وينصح باستخدام المكملات الغذائية التي تحتوي على الألياف الذائبة غير القابلة للتخثر، مثل بزر القطونة.

اقرأ أيضاً: الألياف الغذائية والتوازن الغذائي أين يكمن سرهما؟

تناول البروبيوتيك لعلاج الامساك

يوجد عدم توازن في بكتيريا الأمعاء لدى الأفراد المصابين بالإمساك المزمن وينصح هؤلاء الأفراد بتناول الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك أو البكتيريا النافعة للجسم، مثل اللبن، إذ يحتوي اللبن على على حمض اللاكتيك والأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تحسن حركة الأمعاء، وتسهل خروج البراز، كما يمكن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على على البروبيوتيك، وينصح بتناولها يومياً لمدة أربعة أسابيع على الأقل.

علاجات طبية للإمساك

ينصح الأفراد الذين يعانون من الإمساك بتغيير نمط حياتهم وممارسة الرياضة وشرب الماء، إلا إن بعض الأفراد يحتاجون للأدوية، ويوجد العديد من العلاجات الطبية والأدوية المستخدمة لعلاج الإمساك، بعض هذه الأدوية يحتاج إلى وصفة طبية، في حين إن هناك أدوية أخرى لا تحتاج، ومن العلاجات الطبية للحد من الإمساك ما يلي:

أدوية علاج الإمساك التي لا تحتاج إلى وصفة طبية

يوجد العديد من الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية ومنها ما يلي:

  • الأدوية التناضحية: تساعد الأدوية التناضحية في سحب الماء باتجاه الأمعاء الغليظة، مما يطري البراز، ويوجد لها بعض الآثار الجانبية فقد تسبب الإسهال، أو التقلصات، أو الغثيان، ويجدر التنبيه إلى ضرورة استشارة الطبيب عند استخدامها من قبل كبار السن أو الأفراد الذين يعانون من الفشل الكلوي، أو مشاكل في القلب ومن الأمثلة عليها بولي إيثيلين جلايكول.
  • مطريات البراز أو مليناته: تساعد هذه الأدوية في تليين البراز وتسهيل خروجه، مما يخفف من الشد والإجهاد أثناء خروج البراز، ويفضل استخدامها لفترة قصيرة، وقد تكون على شكل حبوب أو تحاميل، أو حقن شرجية، ومن الأمثلة عليها دوكسوسات الصوديوم.
  • الحقن الشرجية: تقوم الحقن الشرجية بدفع الماء أو الزيوت المعدنية داخل المستقيم، وتوجد حقن شرجية تحتوي على البيساكوديل (بالإنجليزية: Bisacodyl) ، إذ تساعد هذه السوائل بترطيب البراز وتليينه وتسهيل خروجه.
  • التحاميل: توجد بعض أنواع التحاميل التي تلين البراز مثل الجلسرين (بالإنجليزية: Glycerin)، كما توجد تحاميل أخرى تحتوي على البيساكوديل التي تحفز حركة الأمعاء.

للمزيد: نصائح غذائية تساعد في علاج الاسهال

أدوية علاج الإمساك التي تحتاج إلى وصفة طبية

يحتاج بعض الأفراد إلى استخدام الأدوية التي يصفها الطبيب، إذ إن الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية لم تعالج الإمساك لديه، ومن الأدوية الموصوفة ما يلي:

  • اللاكتولوز: يعتمد دواء اللاكتولوز في آلية عمله على الخاصية الإسموزية إذ يسحب السوائل باتجاه الأمعاء، مما يرطب البراز ويلينه، ويسبب العديد من الآثار الجانبية مثل تقلصات المعدة، أو الإسهال، أو الغازات.
  • بولي إيثيلين جلايكول: يتوافر هذا الدواء على شكل مسحوق، يتم خلطه بالماء عند تناوله، وتجدر الإشارة إلى ضرورة شرب كميات كثيرة من الماء عند استخدامه لزيادة فعاليته، وتوجد له بعض الآثار الجانبية مثل الانتفاخ، أو الاستفراغ، والغثيان، أو التقلصات، كما يجدر التنبيه إلى ضرورة استشارة الطبيب عند ملاحظة سرعة نبضات القلب، او استفراغ الدم أو مادة تشبه القهوة المطحونة، أو ضيق التنفس، أو ألم المعدة الشديد.

علاجات طبية أخرى للإمساك

توجد علاجات أخرى للإمساك تختلف عن تناول أطعمة معينة أو استخدام الأدوية ومن هذه العلاجات ما يلي:

  • الارتجاع البيولوجي: يعد الارتجاع البيولوجي تقنية تستخدم للتحكم بالوظائف الجسدية، إذ يقوم المعالج الفيزيائي باستخدام جهاز يساعد الفرد في تعلم التحكم بالعضلات التي تتحكم بحركة الأمعاء.
  • الجراحة: يلجأ الأطباء في حالات نادرة لعلاج الإمساك، و يلجأون لهذا الخيار في حال الإمساك المزمن الناتج عن وجود انسداد، مما يضطرهم لاستئصال جزء من القولون ، أو عند الإصابة بالإمساك بسبب فتق المستقيم.