يعد التهاب المفاصل من الحالات الشائعة التي يمكن أن تصيب الإنسان في المراحل العمرية المختلفة، وتتعدد أنواع التهاب المفاصل وإن كانت تتشارك في بعض الأعراض وفقًا لطبيعة المرض، وأسباب الإصابة، ويجب فهم هذه الأنواع والفرق بينها جيدًا للتمكن من التعامل الصحيح مع الحالة، واتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة.

لذلك سنتناول في هذا المقال الحديث عن أهم أنواع التهاب المفاصل، والفرق بينها، والعوامل المسببة لكل نوع.

ما هي أنواع التهاب المفاصل؟

يوجد أكثر من 100 نوع مختلف من التهاب المفاصل، تتشارك كافة هذه الأنواع في أنها تسبب ألمًا في المفاصل يؤثر على الحياة اليومية للمريض، وممارسة أنشطته اليومية، بينما تختلف هذه الأنواع في طرق العلاج، وكيفية السيطرة عليها.[1]

تشمل أشهر أنواع التهاب المفاصل ما يلي:

هشاشة العظام

تعد هشاشة العظام من أشهر أنواع التهاب المفاصل، وهي مرض تنكسي يصيب المفصل بأكمله، ويتسبب في تفكك الغضروف والسائل الواقي بمرور الوقت، مما يجعل حركة المفصل صعبة ومؤلمة، وقد تصل الحالة في النهاية إلى احتكاك عظام المفصل ببعضها البعض مباشرة، مما يسبب ألمًا شديدًا، تظهر هشاشة العظام غالبًا في الركبتين، والوركين، واليدين، والعمود الفقري.[2]

تختلف شدة آلام هشاشة العظام من شخص لآخر، ويمكن أن تتراوح من خفيفة إلى معتدلة، ويعتمد العلاج على الأدوية، والنشاط البدني المنتظم، والعلاج الطبيعي، وبعض العلاجات المنزلية، مثل الكمادات الساخنة والباردة، والتدليك الموضعي.[2]

التهاب المفاصل الروماتويدي

ينتمي التهاب المفاصل الروماتويدي إلى أمراض المناعة الذاتية، أي أنه ينتج عن مهاجمة الجهاز المناعي للمفاصل عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى التهابها، وقد يسبب تلفًا شديدًا في المفاصل إذا لم يعالج بفعالية، كذلك يصاب حوالي 1 من كل 5 أشخاص مصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي بتورمات على الجلد تسمى العقيدات الروماتويدية، تظهر هذه التعقيدات غالبًا فوق مناطق المفاصل التي تتعرض للضغط، مثل المرفقين أو الكعبين.[1]

يمكن أن تظهر أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي تدريجيًا أو تبدأ فجأة، وتشمل الأكثر شيوعًا ما يلي:[1]

  • ألم وتورم في اليدين، والمعصمين، والمرفقين، والكتفين، والركبتين، والكاحلين، والقدمين، والفك، والرقبة.
  • تورم أكثر من مفصل.
  • تيبس المفاصل خاصة في الصباح، ويمكن أن يستمر التيبس لساعات أو حتى معظم اليوم.
  • الإرهاق.

التهاب المفاصل الصدفي

يعرف أيضًا بالصدفية، وتعد الصدفية أحد أهم أنواع التهاب المفاصل، وهي أيضًا أحد أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها الجهاز المناعي الجسم ، وخاصة الجلد والمفاصل، مما يسبب طفح جلدي وألم. تظهر أعراض الصدفية في شكل بقع متقشرة حمراء أو فضية، يمكن أن تسبب هذه البقع حكة، أو ألم، أو تشقق.[1]

يمكن أن تؤثر الصدفية على أي مفصل، أو على المواقع التي ترتبط فيها الأوتار أو الأربطة بالعظام، يعتمد علاج الصدفية على استخدام الأدوية التي تساعد على تخفيف الألم، كذلك قد تكون هناك حاجة إلى علاجات جلدية إضافية من قبل طبيب الأمراض الجلدية.[1]

فيبروميالجيا

الفيبروميالجيا (بالإنجليزية: Fibromyalgia) أو الألم العضلي الليفي هو اسم يطلق على مجموعة شائعة من الأعراض تتميز بألم عام وتيبس في العضلات، بالإضافة إلى التعب الشديد غير المبرر، وتتراوح هذه الأعراض عادة من خفيفة جدًا إلى شديدة، وقد تستمر لسنوات عديدة، أو تأتي وتختفي في أوقات مختلفة.[3]

ينتج الألم العضلي الليفي عن خلل في الجهاز العصبي المركزي الذي يشمل الدماغ والنخاع الشوكي، حيث أن إشارات الجهاز العصبي المركزي يتم تضخيمها، مما يؤدي إلى فرط الإحساس بالألم.[1]

تشمل أعراض الألم العضلي الليفي أيضًا ما يلي:[1]

  • التعب.
  • اضطرابات النوم.
  • عدم القدرة على التركيز.
  • التقلبات المزاجية.

تشمل علاجات هذا النوع من التهاب المفاصل الأدوية التي تستهدف المواد الكيميائية العصبية، مثل مضادات للاكتئاب، أو مضادات الاختلاج، ويمكن أن تساعد أيضًا العلاجات التي تتعلق بتغيير نمط الحياة، مثل ممارسة التمارين المناسبة.[1]

النقرس

يعد النقرس هو أحد أشهر أنواع التهاب المفاصل، لكنه لا يسبب التهابًا على مستوى الجسم مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو التهاب المفاصل الروماتويدي، يحدث النقرس نتيجة فرط حمض البوليك في الدم، حيث يؤدي ذلك إلى تراكم بلورات الحمض على المفاصل، مما يسبب ألمًا شديدًا للغاية.[1]

يعتمد علاج النقرس على استخدام بمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، والكورتيكوستيرويدات، الأدوية المضادة للنقرس يسمى كولشيسين. كذلك يمكن استخدام الأدوية الخافضة لحمض اليوريك لعلاج النقرس والتحكم فيه، يمكن أيضًا أن تساعد التغييرات في نمط الحياة، مثل شرب المزيد من الماء، وتجنب الأطعمة الغنية بالبيورين، والكحول على منع نوبات النقرس في المستقبل.[1]

الذئبة

تسمى الذئبة أيضًا بالذئبة الحمامية الجهازية، وهي أحد أمراض المناعة الذاتية، ويمكن أن تؤثر على المفاصل والعديد من أعضاء الجسم الأخرى، لا يعرف الأطباء بالضبط أسباب يسبب مرض الذئبة، ولكنها تنتمي إلى أمراض المناعة الذاتية، التي تنتج عن مهاجمة الجهاز المناعي للجسم للأعضاء، والمفاصل عن طريق الخطأ، مسببًا آلام شديدة في المفاصل وغيرها من الأعراض.

يعد النساء في سن الإنجاب هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الذئبة من الرجال، وظهر عادة بين سن 15 و 44، وتشمل أهم أعراض الذئبة الحمراء الأخرى ما يلي:

  • تورم مؤلم في المفاصل.
  • تعب عام في الجسم.
  • الصداع.
  • تورم في القدمين، أو الساقين، أو اليدين، أو حول العينين.
  • الطفح الجلدي، مثل الطفح الجلدي الفراشي على الخدين.
  • تقرحات الفم.
  • حساسية الشمس.
  • تساقط الشعر.
  • زرقة أو بياض عند التعرض للبرد.
  • اضطرابات الدم، مثل فقر الدم، وانخفاض مستويات خلايا الدم البيضاء أو الصفائح الدموية.
  • ألم في الصدر ناتج عن التهاب بطانة القلب أو الرئتين.