تسبب اضطرابات النوم تأثيرًا سلبيًا على صحة الإنسان بشكل عام، والرجال بشكل خاص، فيمكن أن تؤدي إلى تقلبات في المزاج العام، وقد تؤثر أيضًا على الخصوبة، وغيرها من المشكلات الصحية الأخرى.

سنتناول الحديث في هذا المقال عن أضرار قلة النوم على صحة الرجال، كذلك سنتطرق إلى بعض النصائح للحصول على نوم كافي وهادئ.

ما هو معدل النوم الطبيعي للإنسان؟

يحتاج البالغون بشكل عام إلى متوسط من 7 إلى 9 ساعات من النوم يوميًا للحفاظ على الصحة العامة، لكن أظهرت دراسة أجريت في عام 2012 بجامعة اكسفورد بالولايات المتحدة الأمريكية أن 29.2٪ من الرجال ينامون لمدة 6 ساعات أو أقل كل ليلة، كما أشار معهد الطب الى أن ما بين 50 و 70 مليون شخص لديهم اضطرابات نوم مزمنة، نتيجة للعديد من التغيرات الاجتماعية، مثل الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا، وزيادة ساعات العمل، التي تقلل جودة النوم، وتزيد من خطر اضطرابات النوم لدى الرجال.[1]

كذلك تؤثر العديد من العوامل على جودة نوم سواء عند الرجال أو النساء، مثل إنتاج الهرمونات، والشيخوخة، والاختلافات الاجتماعية والثقافية.[2]

لذا يمكن يواجه الرجال صعوبة في الحصول على قسط كافٍ من النوم كل ليلة أو في الاستمرار في النوم، حتى عند قضاء ساعات كافية في السرير، وقد تشير هذه العلامات إلى وجود اضطرابات في النوم.[2]

اقرأ أيضًا: أنواع الأرق وأسبابه

أضرار قلة النوم على صحة الرجال

تسبب قلة النوم مجموعة من الأضرار على صحة الرجال، يشمل أهمها ما يلي:

ضعف الصحة الجنسية

يلعب هرمون التستوستيرون دوراً هاماً في الحفاظ على صحة الرجال بشكل عام، مثل الحفاظ على مستوى الطاقة، والرغبة الجنسية، والقدرة على التركيز، والانتباه، وعند انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون في الجسم، تحدث العديد من الاضطرابات في الجسم.[3]

تؤدي قلة النوم إلى انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، الذي يرتفع بشكل طبيعي عند الرجال أثناء النوم، كذلك يبدأ مستوى هرمون التستوستيرون في الجسم بالانخفاض تدريجياً عندما يبلغ الرجل سن الأربعين، لذلك إذا كان الرجل في منتصف العمر أو أكبر سناً ولا يحصل على قدر كافٍ من النوم، فقد يعاني من انخفاض كبير في إنتاج هرمون التستوستيرون، مما يؤثر على الرغبة الجنسية.[3]

زيادة الوزن

لا يؤثر عدم الحصول على نوم كافٍ على مستوى التستوستيرون في الجسم فقط، بل يؤثر على عدة جوانب أخرى، مثل صعوبة في الحفاظ على وزن صحي، حيث تسبب قلة النوم زيادة في إفراز هرمون الجوع، وانخفاض في إفراز هرمون الشبع، مما يؤدي إلى زيادة الشهية والرغبة في تناول الطعام، وبالتالي زيادة استهلاك السعرات الحرارية وزيادة الوزن.[4][5]

ضعف جهاز المناعة

يمكن أن تسبب قلة النوم ضعف جهاز المناعة عند الرجال، حيث يؤدي انخفاض معدل النوم إلى قلة إنتاج الخلايا التائية المسؤولة عن مكافحة الأمراض، وفي المقابل يزداد إنتاج العوامل الالتهابية الخلوية التي تسمى السيتوكينات في نفس الوقت، حتى بعد قضاء ليلة واحدة فقط دون الحصول على النوم الكافي، لذلك قد يسبب استمرار قلة النوم لفترات طويلة إلى زيادة فرص الإصابة ببعض الأمراض، مثل البرد، والسعال، كما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية الخطيرة، مثل البكتريا العقدية التي يمكن أن تزيد من احتمالية التعرض لمشكلات صحية أكبر في المستقبل.[4]

زيادة خطر الإصابة بالسرطان

تشير الدراسات التي أجريت في الجمعية الأمريكية للبحوث السرطانية إلى أن الرجال الذين يعملون بنظام الورديات ولا يحصلون على الراحة الكافية خلال النهار، هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بنسبة 43٪.[4]

كذلك توصلت إحدى دراسات الجمعية الأمريكية بمشاركة أكثر من 400 ألف رجل على مدى ثلاثة عقود إلى أن الرجال الذين يحصلون على فترة نوم من ثلاث إلى خمس ساعات فقط في الليل باستمرار يكونون أكثر عرضة بنسبة 50٪ للإصابة بسرطان البروستاتا والوفاة بسببه مقارنة بالرجال الذين ينامون سبع ساعات أو أكثر في الليلة.[4]

ضعف الخصوبة

أجريت دراسة في الدنمارك لاستكشاف أضرار قلة النوم على خصوبة الذكور، وتم اكتشاف أن الرجال الذين يحصلون على أقل قدر من النوم أو جودة نوم منخفضة يعانون من انخفاض بنسبة 25٪ في عدد الحيوانات المنوية لديهم، ومع هذا أشارت الدراسة الدنماركية إلى أن هذه المشكلة يمكن أن تكون مشكلة منفصلة تمامًا عن النوم وتتطلب مزيدًا من الدراسة.[4]

اقرأ أيضًا: اضرار قلة النوم

نصائح لتحسين جودة النوم عند الرجال

يساعد الحصول على قسط كافٍ من النوم على زيادة إفراز هرمون التستوستيرون الذي يلعب دورًا هامًا في تحسين الصحة العامة، ولهذا يمكن أن يساعد اتباع النصائح التالية على تحسين جودة النوم والوقاية من أضرار قلة النوم على صحة الرجال:[3]

  • اتباع جدول نوم منتظم: يساعد اتباع جدول نوم ثابت عند الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ الجسم على تنظيم الساعة البيولوجية والحصول على نوم أفضل.
  • الحفاظ على بيئة نوم هادئة: يجب أن تكون غرفة النوم خالية من الضوء والضوضاء، ومناسبة من حيث درجة الحرارة، التي يفضل أن تكون بين 60 و67 درجة فهرنهايت.
  • التقليل من تناول النيكوتين والكافيين: يفضل الحد من تناول تلك المكونات، وخاصة في المساء، إذ قد تؤثر على إمكانية الحصول على نوم عميق.
  • تجنب القيلولة: يفضل تجنب القيلولة، وإذا كانت ضرورية، فيمكن أن تقتصر على فترة قصيرة لا تتجاوز 30 دقيقة، وأن تكون في الفترة الأولى من اليوم.
  • تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم: يفضل عدم استخدام الهواتف المحمولة، أو الأجهزة اللوحية، أو التلفاز لمدة ساعة على الأقل قبل النوم، حيث يتداخل الضوء الأزرق المنبعث منها مع إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم.
  • ممارسة الرياضة: يفضل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وبشكل معتدل، للمساعدة على تحسين جودة النوم ورفع مستوى هرمون التستوستيرون، لكن ينصح بتجنب ممارسة التمارين قرب وقت النوم.
  • استشارة الطبيب المختص: ينصح بالحصول على الاستشارة الطبية في حالة وجود اضطرابات مستمرة في النوم، مثل انقطاع النفس النومي أو الأرق، لتشخيص المشكلة ووصف العلاج المناسب.
  • الحفاظ على وزن صحي: يمكن أن تؤثر السمنة على جودة النوم وإفراز هرمون التستوستيرون، لذا يفضل مراقبة الوزن، والحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن.