يعرف الزهايمر بأنه مرض تنكسي عصبي يحدث فيه تلف الخلايا العصبية في مناطق الدماغ التي تتحكم في الذاكرة، والتفكير، والسلوك الاجتماعي، واللغة، ويزداد تضرر الدماغ مع تقدم المرض، وبالرغم من أن أسباب الزهايمر غير معروفة بدقة حتى الآن، إلا أن الإصابة به تعزى إلى حدوث تغيرات غير طبيعية في الدماغ، وعوامل وراثية وبيئية، وكذلك نمط الحياة المتبع. [1][2]

يتناول هذا المقال أسباب وعوامل خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وكذلك أسباب الزهايمر عند الشباب.

أسباب مرض الزهايمر

يضم المخ مليارات الخلايا العصبية التي تتواصل مع بعضها ومع أجزاء الجسم لنقل المعلومات، ولكن عند الإصابة بمرض الزهايمر تصبح الخلايا العصبية أقل استجابة وتفقد القدرة على التواصل مع بعضها، كما يقل إنتاجها للنواقل العصبية التي تعد الوسيط للتواصل بين الخلايا؛ وذلك جراء حدوث تغيرات في المخ تؤدي إلى تلف الخلايا العصبية وضمور المخ بمرور الوقت. [2][3]

يعتقد العلماء أن أسباب الزهايمر والتغيرات التي تحدث في المخ ناجمة عن تراكم بروتينات في الدماغ بشكل غير طبيعي، هما: [4]

  • اللويحات النشوانية أو لويحات الأميلويد: هي كتل كثيفة بروتينية تتراكم حول الخلايا العصبية في المخ تحديدًا في منطقة الحصين، وهو جزء المخ المسؤول عن الذاكرة قصيرة وطويلة المدى.
  • التشابكات العصبية الليفية: هي ألياف ملتوية تتراكم في الخلايا العصبية في المخ، تتكون نتيجة حدوث تغير في بروتين طبيعي موجود في الخلايا العصبية يطلق عليه تاو، والذي يلعب دورًا في ضمان انتقال العناصر الغذائية والرسائل العصبية بين الخلايا. يؤدي هذا التغير إلى تشابك خيوط بروتين تاو والتوائها؛ الأمر الذي يعوق التواصل بين الخلايا العصبية وانتقال العناصر الغذائية.

تؤدي هذه التراكمات إلى تضرر الخلايا العصبية في بعض مناطق المخ أبرزها المنطقة التي تتحكم في الذاكرة؛ مما يتسبب في حدوث خلل في بعض الوظائف، مثل التذكر، والتعلم، والتخطيط، وغيرها، وظهور أعراض الزهايمر. [3][5]

قد تبدأ هذه التغيرات في الحدوث قبل عدة سنوات من ظهور أولى أعراض الزهايمر، ولم يعرف حتى الآن السبب الدقيق وراء حدوثها. [2][5]

اقرأ أيضًا: ما هي طرق علاج مرض الزهايمر؟

عوامل خطر الإصابة بمرض الزهايمر

يمكن أن تحفز بعض العوامل حدوث هذه التغيرات العصبية غير الطبيعية في المخ وتزيد من خطر الإصابة بالزهايمر لدى البعض. [5]

تتضمن عوامل وأسباب الزهايمر المحتملة ما يلي:

  • التقدم في العمر

تحدث العديد من التغيرات في المخ مع التقدم في العمر، منها ضمور أجزاء معينة من الدماغ، وتلف الأوعية الدموية، وزيادة الشوارد الحرة التي تضر بالخلايا، ولكن لا يعد الزهايمر جزءًا طبيعيًا من هذه التغيرات التي تحدث في الشيخوخة. [6][7]

لا يعتبر التقدم في العمر من أسباب الزهايمر المباشرة، ولكنه عامل خطر يزيد من احتمالية حدوثه لدى بعض الأشخاص نتيجة هذه التغيرات التي تؤثر على الخلايا العصبية، حيث أن احتمالية الإصابة بالزهايمر تتضاعف لدى الفرد كل 5 سنوات بعد بلوغه 65 عامًا. [7]

  • العوامل الوراثية

قد تعزى أسباب الزهايمر وزيادة خطر حدوثه لدى الفرد إلى وجود تاريخ عائلي لمرض الزهايمر، مثل معاناة أحد الوالدين أو الإخوة من الزهايمر، كما ترتفع احتمالية تطور المرض في حال إصابة أكثر من فرد في الأسرة بالزهايمر. [7][8]

توجد جينات موروثة لدى البعض تزيد من احتمالية الإصابة بالزهايمر، منها: [4]

  • جين صميم البروتين الشحمي E (بالإنجليزية: Apolipoprotein E or APOE)‏ ولديه أكثر من نسخة أو شكل جيني أبرزه APOE e4، والذي يلعب وجوده لدى البعض دورًا في تطور الزهايمر لارتباطه بزيادة تراكم اللويحات النشوانية في المخ.
  • جين CD33، وهو جين يعوق تخلص الجسم من اللويحات النشوانية فيؤدي إلى زيادة تراكمها.

جدير بالذكر أن وجود تاريخ عائلي لمرض الزهايمر لدى الفرد، أو امتلاكه لأحد الجينات السابقة لا يعني حتمية إصابته بالزهايمر، وفي المقابل فإن بعض مرضى الزهايمر ليس لديهم تاريخ عائلي للمرض ولا يحملون نسخة من الجينات التي تزيد من خطر حدوثه. [5]

  • متلازمة داون

يمكن أن تعزى أسباب مرض الزهايمر المبكر لدى الكثير من أصحاب متلازمة داون -والذي يظهر قبل الستينات من العمر- إلى وجود نسخة إضافية من الكروموسوم 21 لديهم الذي يحمل الجين المسؤول عن إنتاج بروتين الأميلويد في الجسم؛ الأمر الذي يزيد من فرصة تراكم لويحات الأميلويد في المخ. [3][5][9]

  • إصابات الرأس

تعد إصابات الرأس من أسباب الزهايمر، حيث يزيد التعرض لإصابة شديدة في الرأس أو تكرار التعرض لصدمات في الرأس من خطر تطور مرض الزهايمر فيما بعد. [5][7]

اقرأ أيضًا: تعرف على طرق الوقاية من الزهايمر

  • الحالات الطبية

تشمل عوامل وأسباب الزهايمر عند كبار السن أيضًا المعاناة من بعض المشكلات الصحية التي تؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية ومدى كفاءتها في إمداد المخ بالدم اللازم لأداء وظائفه، حيث أن تضرر القلب والأوعية الدموية يمكن أن يترتب عليه انخفاض قدرة المخ على التخلص من بروتين الأميلويد الزائد وتراكمه. [5][7]

تتضمن الحالات الطبية التي قد تزيد من خطر الإصابة بالزهايمر ما يلي: [5][7]

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • أمراض القلب.
  • السكتة الدماغية .
  • داء السكري.
  • ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.
  • السمنة.
  • العوامل البيئية ونمط الحياة

يمكن أن ترفع بعض العوامل ونمط حياة المتبع من احتمالية تطور مرض الزهايمر لدى البعض، مثل: [5]

  • العيش في مناطق ذات هواء ملوث.
  • انخفاض مستوى التعليم.
  • التدخين أو التعرض للتدخين السلبي.
  • شرب الكحول.

اقرأ أيضًا: عادات تزيد من احتمالية الإصابة بالزهايمر

أسباب الزهايمر المبكر

يتطور الزهايمر المبكر قبل بلوغ سن 65 عامًا سواء في الأربعينات أو الخمسينات من العمر، وفي حالات نادرة جدًا قد يحدث الزهايمر في الثلاثينات. [2][4]

قد ترجع أسباب الزهايمر المبكر عند الشباب أو قبل بلوغ الستين إلى حدوث طفرات في جينات معينة تزيد من احتمالية تطور المرض في عمر مبكر، حيث تساهم هذه الطفرات في إنتاج بروتين الأميلويد؛ وهو ما يزيد من فرصة تكوين لويحات الأميلويد وترسبها في المخ. [4]

نصيحة الطبي

قد تعزى أسباب الزهايمر إلى التغيرات التي تحدث في المخ وتؤثر على الخلايا العصبية، علاوة على مجموعة من عوامل الخطر، مثل التقدم في العمر، والعوامل الوراثية، ونمط الحياة. ويوصى لتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر اتباع نمط حياة صحي، وممارسة الرياضة، والحرص على تعزيز القدرات المعرفية بتعلم مهارات جديدة، والقراءة، وتنشيط الذهن بحل الألغاز.

يمكنك استشارة طبيب من أطبائنا على مدار الساعة للرد على كافة استفساراتك حول مرض الزهايمر.

سمعت كثيراً عن الوذمة الدماغية ولكن أصيب جدي بالوذمة الوعائية في الدماغ، وسؤالي هو ما هي الوذمة الوعائية في الدماغ؟