هناك العديد من العوامل التي تؤثر على لون وقوام البراز، منها عوامل طبيعية ومؤقتة لا تستدعي القلق، ومنها عوامل أخرى تؤشر بمشكلة صحية تستدعي استشارة الطبيب وعلاجها.

قوام ولون البراز الطبيعي

فيما يلي أبرز مؤشرات البراز الطبيعي.

  • لون بني متوسط إلى بني داكن: هذا لأنه يحتوي على صبغة تسمى البيليروبين، والتي تتكون عندما تتحلل خلايا الدم الحمراء، وتمنحه اللون البني.
  • الرائحة القوية: تنتج رائحة البراز القوية عن وجود البكتيريا في البراز، حيث تنبعث منها غازات تحتوي على رائحة كريهة.
  • سهولة تمرير البراز: يجب أن تكون حركة الأمعاء الصحية غير مؤلمة وتتطلب الحد الأدنى من الإجهاد، بحيث يسهل تمريره وإخراجه من فتحة الشرج دون ألم.
  • ناعم إلى متماسك في الملمس: يعتبر البراز الذي يتم تمريره في قطعة واحدة أو بضع قطع أصغر علامة على وجود أمعاء صحية، ويرجع شكل البراز الطويل إلى شكل الأمعاء.
  • التبرز مرّة أو مرتين يوميًا: عادة ما يكون التبرز مرّة واحدة يوميًا، وقد يكون مرتين يوميًا، ولكن هذه ليست قاعدة ثابتة، بل يمكن أن يكون التبرز كل يومين، ويعد الحد الأدني للتبرز ثلاث مرّات أسبوعيًا.
  • تشابه خصائص البراز اليومي: يختلف البراز الصحي من شخص لآخر، ولكن من المفترض أن يبقى بنفس الخصائص لدى الشخص الواحد، وفي حالة ظهور أي تغير فيه، فهذا يؤشر بوجود مشكلة صحية.

دلالات لون البراز

يمكن ملاحظة بعض التغيرات في لون البراز، بعض منها تغيرات طبيعية، والبعض الآخر يؤشر بمشاكل صحية. فيما يلي أبرز تغيرات لون البراز ودلالاتها.

البراز الأصفر أو الإسهال

يمكن أن يؤشر لون البراز الأصفر بتناول الجزر أو البطاطا الحلوة أو الكركم أو الطعام المزود بلون صناعي أصفر، وهي أمور طبيعية ومؤقتة.

أما في حالة البراز الأصفر، فيمكن أن يؤشر بالإصابة بعدوى معوية، وخاصةً إذا كان مصحوبًا بإسهال وحمى وتقلصات في المعدة و أعراض شبيهة بالأنفلونزا.

أيضًا يمكن أن يكون البراز الأصفر مؤشرًا للإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) وتناول الأدوية التي تعالج هذه المشكلة.

وفي بعض الحالات، قد يؤشر اللون الأصفر إلى وجود دهون زائدة في البراز، وهي حالة قد تنتج عن مشكلة في بطانة الأمعاء مثل مرض الإضطرابات الهضمية، أو الإضطرابات التي تؤثر على البنكرياس أو الكبد أو المرارة، وفي هذه الحالة، يكون البراز دهني، وقد تكون تكون رائحته كريهة، ويمكن أن يطفو على سطح الماء.

البراز الأخضر

هناك بعض الأسباب الطبيعية للون البراز الأخضر، مثل الإكثار من تناول الخضروات الورقية مثل اللفت أو السبانخ، فيمكن أن يميل لون البراز إلى الأخضر، كما أن تلوين الطعام باللون الأخضر قد يجعل البراز مائلًا للأخضر.

وقد يؤشر البراز الأخضر إلى وجود الكثير من الصفراء وعدم كفاية صبغة البيليروبين في البراز.

البراز الشاحب

تتسبب الأملاح الصفراوية في الأمعاء في ظهور البراز بلونه البني المميز، أما إذا كان البراز بلون شاحب أو أبيض أو رمادي، فهذا يعني نقص الصفراء في البراز، وهي مشكلة صحية يمكن أن تحدث نتيجة انسداد القنوات الصفراوية بسبب حصوات المرارة، وتحتاج هذه المشكلة إلى استشارة الطبيب لأنها يمكن أن تسبب مشاكل صحية في المرارة أو الكبد أو البنكرياس.

وقد يكون البراز الشاحب لامعًا أو دهنيًا ويطفو على الماء وبرائحة كريهة، وذلك نتيجة الدهون غير المهضومة في البراز.

في بعض الأحيان، تسبب الأدوية المضادة للإسهال إلى تغير لون البراز ليصبح شاحبًا بشكل مؤقت.

البراز الأحمر

يمكن أن يكون البراز باللون الأحمر نتيجة تناول البنجر أو التوت البري أو عصير الطماطم أو البطيخ أو الأطعمة التي تحتوي على لون صناعي أحمر، كما أن بعض الأدوية الحمراء قد تحول لون البراز إلى الأحمر، ويكون هذا بشكل مؤقت.

وفي الحالات الخطيرة، يمكن أن يظهر الدم في البراز ليجعل لونه أحمر، ويؤشر هذا بوجود نزيف في الجهاز الهضمي. في حالة كان اللون أحمر داكن، فهذا يعني أن المشكلة في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي مثل المعدة أو المريء، أما إذا كان اللون أحمر فاتح، فهذا يعني أن النزيف من الجهاز الهضمي السفلي مثل الأمعاء الغليظة أو المستقيم.

وهناك بعض المشكلات الصحية التي تسبب دم في البراز مثل البواسير، التشوهات الشريانية الوريدية، الشقوق الشرجية، التهاب القولون التقرحي، داء الرتج، وسرطان القولون.

براز أسود أو داكن

يمكن أن تتسبب بعض المكملات الغذائية والأدوية في تحول البراز إلى اللون الأسود بشكل مؤقت، مثل مكملات الحديد، البزموت، مكملات الفحم، كما يمكن أن يصبح لون البراز داكن بسبب بعض الأطعمة مثل التوت الأزرق، التوت الأسود، عصير العنب، وعرق السوس الأسود.

كما أن الإمساك قد يسبب تغير لون البراز ليصبح داكنًا في بعض الحالات.

وقد يؤشر لون البراز الداكن إلى الإصابة بنزيف في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي مثل المعدة أو المرء، وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب لتشخيص المشكلة والبدء في علاجها قبل تفاقمها.

دلالات قوام البراز

فيما يلي أبرز التغيرات في قوام البراز ودلالاتها.

البراز الرخو

يمكن أن يستمر البراز الرخو لعدة أيام، وهو أمر غير خطير قد يؤشر بالتغيرات في النظام الغذائي والإكثار من الأطعمة والمشروبات الغنية بالفركتوز مثل السكر الذي يضاف للأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية.

كما أن تناول أطعمة دسمة وتؤثر على وظائف الجهاز الهضمي يمكن أن يسبب البراز الرخو، وهناك سبب آخر للإصابة بهذه المشكلة، وهي العدوى المعوية المعروف أحيانًا باسم أنفلونزا المعدة.

البراز المخاطي

يمكن رؤية المخاط في البراز الطبيعي، حيث يقوم المخاط بتليين الأمعاء وحمايتها من حمض المعدة أو العدوى البكتيرية أو الفيروسية أو الفطرية، كما أنه يسهل مرور البراز.

ولكن في حالة زيادة المخاط ليصبح سميكًا وشبيهًا بالهلام، وباللون الأبيض أو الأصفر، فقد يؤشر بوجود مشكلة في الأمعاء مثل الإصابة بتهيج أو التهاب في جدار الأمعاء، وتستدعي هذه المشكلة استشارة الطبيب المتخصص.

البراز الصلب

من الطبيعي أن يكون البراز طريًا ورطبًا، ولكن في حالة كان البراز شديد الصلابة ويصعب إخراجه، فهذا يعني استمراره لفترة طويلة في الأمعاء والإصابة بالإمساك وصعوبة التبرز، وقد يصاحبه بعد الدماء نتيجة محاولة التبرز والتغوط الشديد.

ويمكن أن يكون الإمساك على هيئة كريات صغيرة من البراز.

يعتبر الإمساك من المشكلات الصحية الشائعة التي يمكن علاجها من خلال تناول الأطعمة الغنية بالألياف، ولكن في حالة استمرار الإمساك لفترة طويلة فيجب استشارة الطبيب.

البراز اللين أو السائل

يشير البراز الطري أو السائل إلى الإصابة بالإسهال، سواء إسهال خفيف أو اسهال شديد، حيث يسهل نزوله وقد يتكرر لأكثر من مرّة في اليوم، ويؤشر الإسهال بوجود مشكلة في الجهاز الهضمي، وفي حالة استمراره، يجب استشارة الطبيب لوصف العلاج المناسب للإسهال.

وينبغي الاهتمام بتناول الماء والسوائل في حالة الإصابة بالإسهال لأنه يمكن أن يؤدي إلى الجفاف وما يعقبه من مشكلات صحية ومضاعفات.

طرق الحفاظ على صحة الأمعاء والبراز

تساعد بعض الطرق في تعزيز وظائف الأمعاء والبراز الصحي، وتشمل:

  • تناول كمية كافية من الألياف: ينصح بالحصول على حاجة الجسم اليومية من الألياف، حيث يحتاج الرجل إلى 38 جرام يوميًا، وتحتاج المرأة إلى 25 جرام يوميًا.
  • الإكثار من شرب الماء: يجب الاهتمام بشرب الماء للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي والبراز الصحي، بحيث لا تقل عن 8 أكواب ماء يوميًا.
  • تناول الأطعمة الغنية البروبيوتيك: وهي بكتيريا صحية تساعد على تحسين وظائف الجهاز الهضمي والوقاية من الاضطرابات فيه، ويتوفر البروبيوتيك في الزبادي.
  • ممارسة الرياضة: من الضروري الاهتمام بممارسة الرياضة لتحسين وظائف الأمعاء الطبيعية، كما ينصح بممارسة تمارين اليوغا التي تساعد على الاسترخاء لتخفيف التوتر الذي يمكن أن يؤثر على المعدة والبراز.