إن ممارسة السباحة ليست مجرد وسيلة للحصول على قسط من الراحة والإستمتاع، ولكنها توفر أيضاً العديد من الفوائد الصحية، حيث تعمل على تقوية العضلات والحفاظ على صحة القلب والوزن، ولكن قبل نزول المسبح، يجب التأكد من أن الماء نظيف، حيث أن هناك مجموعة أمراض تنتقل عن طريق المسبح يجب الحذر منها، وفيما يلي أبرز أمراض تنتقل عن طريق المسبح.

الإسهال

يعتبر الإسهال من أكثر الأمراض التي يمكن أن تنتج عن نزول المسبح، وذلك نتيجة تلوث الماء بالجراثيم وسهولة انتقالها من شخص لآخر، وقد يحدث الإسهال عن عدة جراثيم مثل كريبتو (بالإنجليزية: Cryptosporidium)، والجيارديا (بالإنجليزية: Giardia)، والشيجيلا (بالإنجليزية: Shigella)، و النوروفيروس (بالإنجليزية: norovirus)، والإشريكية القولونية (بالإنجليزية: E. coli).

يمكن أن تعيش هذه الجراثيم من دقائق إلى أيام في حمامات السباحة، وحتى إن تم الحفاظ على حمام السباحة جيداً، فبعض الجراثيم شديدة التحمل للكلور، وبمجرد أن يتلوث حمام السباحة بأحد هذه الجراثيم، يمكن أن يبتلع الشخص كمية صغيرة من الماء ليصاب بالعدوى التي تسبب الإسهال.

وأصبحت جرثومة كريبتو ضمن الأسباب الرئيسية لتفشي الإسهال المرتبط بأحواض السباحة، فيمكن أن تبقى على قيد الحياة لعدة أيام حتى في حمامات السباحة التي يتم العناية بها جيداً، ويمكن أن تؤدي إلى إسهال يستمر لفترات طويلة تصل إلى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.

أيضاً تعتبر الجيارديا من الجراثيم المسببة للإسهال المرتبط بالمسبح، حيث تتمتع بغلاف خارجي صلب يسمح لها بالبقاء لمدة تصل إلى 45 دقيقة حتى في حمامات السباحة المطهرة بالكلور جيداً.

ويمكن أن ينتشر الإسهال في المسبح نتيجة إصابة بعض الأشخاص به ونزولهم في حمام السباحة، حيث أن شخص واحد مصاب بإسهال يمكن أن ينقل العدوى إلى جميع الأشخاص في نفس المسبح، وذلك عند ابتلاعهم للقليل من الماء الملوث، وذلك نتيجة تسرب كميات صغيرة من البراز المصاب إلى الماء دون أن يدري الشخص المصاب بحدوث هذا الأمر.

طرق الوقاية من الإسهال الناتج عن المسبح

وللوقاية من الإسهال عند نزول المسبح، يجب اتباع الإجراءات التالية:

  • التأكد من نظافة المسبح والإهتمام بتطهيره باستمرار.
  • الاستحمام قبل نزول الماء.
  • البقاء بعيداً عن الماء في حالة الإصابة بالإسهال.
  • عدم ابتلاع الماء.
  • أخذ الأطفال إلى الحمّام باستمرار.
  • شرب الكثير من السوائل.

للمزيد: قواعد الأمن والسلامة عند السباحة

الطفح الجلدي

هناك بعض الجراثيم الموجودة في حمامات السباحة الساخنة التي يمكن أن تتفاعل مع البشرة وتسبب الطفح الجلدي المثير للحكة، كما أن بعض أنواع الجراثيم تصبح أكثر نشاطاً عندما تتعرض لماء شديدة الحرارة، ولذلك تزداد فرص الإصابة بالطفح الجلدي في حمامات السباحة التي يتم تسخينها.

وهناك نوع آخر من الطفح الذي يمكن أن يصيب الجلد بسبب نزول المسبح، وهو طفح الكلور، ويكون طفح الكلور باللون الأحمر ويسبب الحكة في غضون ساعات قليلة بعد السباحة في حمامات السباحة المكلورة أو أحواض الماء الساخن، ويمكن أن يكون الطفح الجلدي بارزاً ومتقشراً، وقد يسبب تورم الجلد أو طراوته، وفي بعض الحالات، يمكن أن تظهر خلايا النحل.

يحدث طفح الكلور عند تهيج الجلد بالكلور، ويكون علاجه باستخدام كريمات خاصة بهذه الإصابة، وعادة ما يختفي خلال أيام قليلة، وتزداد فرص الإصابة بطفح الكلور كلما زادت مدة البقاء في حوض الإستحمام المكلور، أو نتيجة زيادة نسبة الكلور في الماء، كما أن الإصابة ببعض الأمراض الجلدية الأخرى تزيد من احتمالية حدوث طفح الكلور مثل الأكزيما والصدفية، حيث يكون الجلد أكثر حساسية.

اقرأ أيضاً: أشياء غير متوقعة تسبب حساسية الجلد

وعادةً ما تكون الحكة هي أول الأعراض، بالإضافة إلى جفاف الجلد وتقشره والشعور بحرقة، وبعد ذلك، تبدأ النتوءات الحمراء في الظهور، ولكنها لا تظهر بشكل متساوي على الجلد، وتكون على هيئة بقع.

لا يعتبر الطفح الجلدي الناتج عن الكلور من الأمراض المعدية، وغالباً ما ينتج عن حساسية الكلور، وهي المادة التي يلزم إضافتها للحفاظ على حمامات السباحة من الميكروبات، وبدون استخدام الكلور كمطهر، فإن حمام السباحة سوف يمتلئ بالتلوث الذي يؤدي إلى انتشار الجراثيم والأمراض.

وهناك أنواع أخرى من الطفح الجلدي التي يمكن أن تحدث بسبب نزول المسبح، مثل التهاب الجريبات نتيجة نزول حوض الاستحمام الساخن، ويكون عبارة عن طفح جلدي مثير للحكّة مع نتوءات مليئة بالصديد، وينتج عن عدوى بكتيرية مثل بكتيريا الزائفة الزنجارية (بالإنجليزية: Pseudomonas)، وعادةً ما يختفي دون علاج بعض بضعة أيام.

وبالإضافة إلى المستحضرات الطبية التي يصفها الطبيب لعلاج الطفح الجلدي، يحتاج الجلد إلى الكريمات المرطبة لتقليل الجفاف الناتج عن الكلور، ويجب اختيار غسول خالي من العطور والمواد الكيميائية القاسية لتفادي تهيج الجلد.

طرق الوقاية من الطفح الجلدي الناتج عن المسبح

على الرغم من صعوبة منع الإصابة بالطفح الجلدي الناتج عن المسبح، وخاصة في حالة وجود حساسية من الكلور، ولكن بعض الإرشادات يمكن أن تقلل من فرص الإصابة، وتشمل:

  • عدم البقاء في المسبح لفترات طويلة.
  • تجنب نزول المسبح في حالة وجود أي حساسية بالجلد.
  • شطف الجسم بماء نظيف قبل نزول المسبح وذلك للتأكد من شطف الجلد من العرق والزيوت التي يمكن أن تتفاعل مع الكلور.
  • شطف الجسم بماء نظيف فور الخروج من المسبح، ثم الذهاب إلى الاستحمام وتغيير ملابس السباحة في أسرع وقت ممكن.
  • وضع كريم مرطب أو طبقة رقيقة جداً من الفازلين على الجلد قبل نزول المسبح بحوالي 15 دقيقة، فهذا يعمل كحاجز إضافي بين البشرة والماء الذي يحتوي على الكلور.
  • البقاء خارج المسبح في حالة ملاحظة رائحة كلور قوية جداً، لأن هذا يعني وجود مستويات عالية من الكلورامين المهيج للجلد.

للمزيد: أخطاء تسبب نمو البكتيريا في الجلد

أذن السباح

أذن السباح (بالإنجليزية: Swimmer s ear) (المعروفة أيضًا باسم التهاب الأذن الخارجية) هي عدوى بكتيرية تحدث عادةً بسبب بقاء الماء في قناة الأذن الخارجية لفترة طويلة من الزمن، مما يوفر بيئة رطبة لنمو البكتيريا.

يمكن لأي شخص الإصابة بأذن السبّاح، ولكن غالباً ما تزداد فرص الإصابة بها عند الأطفال، وهي من الأمراض غير المعدية ولا تنتقل من شخص لآخر.

عند الإصابة بأذن السبّاح، يشعر المريض بألم شديد في الأذن الخارجية أو عند الضغط على جزء من الأذن الخارجية، بالإضافة إلى حكّة داخل الأذن ونزول ماء من الأذن، وقد تصاب الأذن بتورم واحمرار وانسداد.

طرق الوقاية من أذن السباح

ولتفادي الإصابة بأذن السبّاح، ينصح باتباع الإرشادات التالية:

  • الحفاظ على جفاف الأذنين قدر الإمكان، واستخدام منشفة لتجفيفهما بعد الخروج من المسبح.
  • استخدام سدادات الأذن لتفادي دخول الماء بها.
  • إمالة الرأس للخلف وللأمام بحيث تكون كل أذن متجهة لأسفل، وذلك للسماح للماء بالخروج من قناة الأذن.
  • تجنب وضع أشياء في قناة الأذن مثل أعواد القطن وغيرها، وعدم محاولة إزالة شمع الأذن، حيث يساعد الشمع على حماية قناة الأذن من العدوى.

وفي حالة استمرار الألم الناتج عن الماء في الأذن، ينصح باستشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب.

اقرأ أيضاً: الطرق الصحيحة لتنظيف الأذن

أمراض الجهاز التنفسي

يمكن أن يؤدي نزول المسبح للإصابة بمجموعة من أمراض الجهاز التنفسي في حالة استنشاق قطرات صغيرة أو رذاذ الماء من حمام السباحة الذي يحتوي على جراثيم ضارة، وأبرزها جرثومة الليجيونيلا (بالإنجليزية: Legionella)، والتي تعتبر أحد أكثر الأمراض المنقولة بالماء شيوعاً.

هذه الجرثومة يمكن أن تسبب نوعاً حاداً من الالتهاب الرئوي يسمى داء الفيالقة (بالإنجليزية: Legionnaires disease)، أيضاً يمكن أن تؤدي هذه الجرثومة إلى الإصابة بحمى بونتياك (بالإنجليزية: Pontiac fever).

تتكاثر هذه الجرثومة في الماء الساخن أو المنتجات الصحية التي لا يتم تطهيرها وتنظيفها بشكل صحيح، وتزداد فرص الإصابة بها في الحالات التالية:

  • الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أكثر.
  • الأشخاص المدخنون.
  • الأشخاص المصابون بأمراض الرئة المزمنة.
  • الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أو يتناولون الأدوية التي تقلل من قدرة الجسم على محاربة الجراثيم والمرض - مثل الأشخاص الذين تضعف أجهزتهم المناعية بسبب السرطان أو زرع الأعضاء أو فيروس نقص المناعة البشرية.

الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي الناتجة عن المسبح

لتفادي الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الناتجة عن نزول المسبح، ينبغي التأكد من النزول في مسبح نظيف ويتم تطهيره باستمرار بواسطة الكلور، كما ينصح بتقليل النزول في حالة الإصابة بأمراض الرئة المزمنة أو ضعف المناعة.

للمزيد: أمراض الجهاز التنفسي وسبل الوقاية منها وعلاجها