ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة (بالإنجليزية: Postpartum Hypertension)، هو حالة طبية قد تواجه العديد من النساء ، وتتسم بارتفاع مستويات ضغط الدم عن المعدلات الطبيعية بعد الولادة مباشرة، وقد تتعدد أسبابه. لذا من المهم متابعة قياسات ضغط الدم أثناء وبعد فترة الولادة فى المنزل أو مع الطبيب المختص وإبلاغه بكافة التطورات عن الحالة الصحيةبعد الولادة لتجنب أى مشاكل صحية للأم.

يتناول هذا المقال أسباب وأعراض ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة، وكيف يمكن علاج وتشخيص الحالة.

تبلغ قراءات الضغط الطبيعية 120/80ملليمتر زئبق، ويعبر الرقم الأعلى (120) على أعلى قيمة لضغط الدم عند انقباض عضلة القلب، أو ما يعرف بضغط الدم الانقباضي، أما الرقم الثاني (80) يعرف بضغط الدم الانبساطي، وهو أقل قيمة لضغط الدم عند استرخاء عضلة القلب بين النبضات، بينما تكون قراءات ضغط الدم المرتفع بعد الولادة ما يلي: [4][5]

  • ضغط الدم الانقباضي (الرقم العلوي) 140 ملم زئبق أو أعلى.
  • ضغط الدم الانبساطي (الرقم السفلي) 90 ملم زئبق أو أعلى.

فى الغالب، يبدأ ارتفاع ضغط الدم بعد يوم أو يومين من الولادة ولكن في بعض الأحيان من الممكن ملاحظة ارتفاع ضغط الدم بعد عدة أسابيع من الولادة قد تصل إلى 12 أسبوع. [4]

أسباب ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة

يعد السبب الرئيسي لارتفاع ضغط الدم بعد الولادة غير واضح تمامًا، إلا أنه يوجد بعض الأمراض والحالات الطبية التي قد تكون أحد العوامل والمسببات لارتفاع ضغط الدم بعد الولادة مثل: [3][6][7][8][9][10]

  • ارتفاع ضغط الدم المزمن (بالإنجليزية: Chronic Hypertension): ينتج نتيجة عامل وراثي أو لأسباب غير معروفة تتعلق بالقلب والشرايين والحالة العامة للجسم، وكلمة مزمن تشير إلا أنه مرض يستمر لفترة طويلة، وقد يكون ملازمًا للمريض طوال الحياة أي أنه كان موجودًا قبل الولادة وأثناء الحمل وبعد الولادة.
  • ارتفاع ضغط الدم نتيجة الحمل (بالإنجليزية: Gestational Hypertension): يعد من أنواع ارتفاع ضغط الدم، ويكون أكثر شيوعًا فى حالات الحمل بتوأم والمصابات بارتفاع ضغط الدم المزمن أو اللاتي عانين من ارتفاع ضغط الدم في حمل سابق، وكذلك المصابات بداء السكري.
  • تسمم الحمل (بالإنجليزية: Preeclampsia): يحدث غالبًا بعد الأسبوع العشرين من الحمل أو بعد 4-6 أسابيع من الولادة، ويتميز بارتفاع ضغط الدم عن المعدل الطبيعي لتشير القراءة إلى 140/90مم زئبق إلى جانب ارتفاع نسبة البروتين فى البول لتصل إلى 0.3 جرام أو أكبر في عينة البول على مدار 24 ساعة. وقد تتطور حالة تسمم الحمل إذا لم يتم التعامل معها بالشكل المناسب لتصاحبها أعراض أكثر حدة، مثل التشنجات والغيبوبة.
  • مرض السكري من النوعين الأول والثاني: قد يؤثر مرض السكري بنوعيه الأول والثاني بشكل كبير على صحة الأوعية الدموية والشرايين وسلامة القلب خاصة إذا ارتفعت مستويات السكر الطبيعية أثناء فترة الحمل.
  • متلازمة هيلب (بالإنجليزية: HELLP Syndrome): عبارة عن ارتفاع حاد فى ضغط الدم في الأسابيع الأخيرة من الحمل أو بعد الولادة مباشرة ورغم أن أسبابها الرئيسية غير مفهومة إلا أنها غالبًا ما يتم اعتبارها مضاعفات لحالة تسمم الحمل. ويصاحب متلازمة هيلب تكسير في كريات الدم الحمراء وارتفاع في إنزيمات الكبد وانخفاض في عدد الصفائح الدموية.
  • السمنة (بالإنجليزية: Obesity): تعد زيادة الوزن وارتفاع مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body Mass Index BMI) إلى أكثر من 30 عامل خطر لارتفاع ضغط الدم لأن الجسم يصبح بحاجة إلى ضخ كمية أكبر من الدم للوصول إلى جميع الأعضاء، مما يُشكّل عبئًا على القلب والأوعية الدموية. كما أن السمنة تزيد من مقاومة الجسم للأنسولين، مما يؤثر سلبًا على مستويات السكر في الدم.

أعراض ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة

تختلف أعراض ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة حسب شدة الارتفاع فى مؤشرات ضغط الدم. ففي بعض الأحيان قد يكون الارتفاع خفيف أو متوسط دون أي أعراض وهو ما يسمّى ارتفاع ضغط الدم الصامت; أما فى حالة كان الارتفاع كبير فقد ينتج عنه الأعراض التالية: [1][2][3][4][11][12]

  • الصداع: يعد أبرز أعراض ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة، وقد يحدث بأنواعه المختلفة سواء صداع خفيف أو متوسط أو شديد وقد يستمر لفترة زمنية طويلة أو قصيرة.
  • تغيرات في الرؤية: يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة تغيرات فى الرؤية، مثل الرؤية الضبابية أو رؤية نقاط صغيرة متفرقة على شكل بقع.
  • الغثيان أو القيء: فى الغالب ما يستمر عرض الغثيان طوال فترة الحمل وبعد فترة قصيرة من الولادة ولكن قد تزداد حدة الغثيان بعد ارتفاع ضغط الدم و يحدث غالبًا بعد تناول الطعام مباشرة، وقد يكون مصحوبًا بشعور بالدوار وعدم الراحة في المعدة.
  • آلام البطن: قد يُصاحب ارتفاع الضغط بعد الولادة الشعور بآلام حادة خاصة في الجانب العلوي من البطن.
  • التورمات: يمكن أن تحدث بعض التورمات في الوجه والقدمين نتيجة ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة، وقد يكون التورم ملحوظًا في الصباح أو بعد فترات طويلة من الوقوف أو الجلوس.
  • ضيق أو صعوبة في التنفس: قد تفاجأ الأم بأعراض ضيق أو صعوبة فى التنفس بعد الولادة في حال ارتفاع ضغط الدم، مما يؤثر على القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية.
  • التعب أو الإرهاق العام: الشعور بالتعب الشديد بدون سبب واضح، وقد يستمر هذا الشعور لعدة أيام ويؤثر على الأداء اليومي.
  • الكحة الجافة: قد تظهر الكحة الجافة بشكل متقطع وقد تكون شديدة بما يكفي لإحداث الإزعاج خصوصاً في الليل.

تشخيص ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة

لا يوجد اختبار دقيق يمكنه أن يتنبأ بارتفاع ضغط الدم بعد الولادة، وغالبًا ما يعتمد التشخيص على ابتاع الإجراءات المتبعة فى ارتفاع ضغط الدم، ومن ضمنها: [3]

  • قياس ضغط الدم باستمرار: قياس ضغط الدم بصورة منتظمة بعد عملية الولادة مع تدوين قراءات ضغط الدم باستمرار.
  • تحليل البول: يمكن التفرقة بين ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة وبين تسمم الحمل من خلال تحليل البول والتأكد من تواجد نسبة عالية من البروتين.
  • فحوصات أخرى: قد يتم إجراء فحوصات، مثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي للتأكد من أنّ ارتفاع ضغط الدم ليس نتيجة أمراض كامنة أو حالات طبية أخرى.

علاج ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة

قد يتطلب التدخل العلاجي السريع إذا كان ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة حاد وملحوظ ويسبب أعراض شديدة، مثل التشنجات، أو مشاكل في الكلى، أو مشاكل الرؤية، أو السكتة الدماغية. وينقسم العلاج إلى ثلاث فئات رئيسية وهي: [1][3]

  • علاج ارتفاع ضغط الدم: فى حال كان ضغط الدم المزمن أو تسمم الحمل هما السببان الرئيسيان فى ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة يصبح من الضروري السيطرة على ضغط الدم باستخدام الأدوية المناسبة للحالة من أقراص أو كبسولات أو محاليل وريدية فى حالة ارتفاعه بصورة كبيرة.
  • علاج الأعراض المصاحبة لارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يتم استخدام المسكنات أو مضادات الغثيان و التقلصات الآمنة لفترة ما بعد الحمل والرضاعة للسيطرة على الأعراض، مثل الصداع وآلام المعدة والغثيان.
  • تغيير أسلوب الحياة: يعد إجراء تعديلات صحية على العادات اليومية، مثل ابتاع نظام غذائي متوازن وصحي وممارسة الرياضة من أهم طرق العلاج والسيطرة على ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة.

يجب التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب في حالات ارتفاع ضغط الدم المزمن أو في حال وجود تخطيط أو نية للرضاعة الطبيعية لوصف الدواء المناسب الذي لا يتعارض الرضاعة.

نصائح للتحكم في ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة

لتجنب ارتفاع ضغط بعد الولادة يمكن اتباع بعض النصائح المهمة التى تعمل على دعم الدورة الدموية والقلب وتزيد من قدرة الجسم على التأقلم على مرحلة ما بعد الولادة، مثل: [1][5][3]

  • المتابعة الدورية مع الطبيب: من الضروري الحرص على زيارة الطبيب المتابع بانتظام بعد الولادة لمراقبة ضغط الدم والتأكد من استقراره، وهذا يشمل زيارات ما بعد الولادة الروتينية وزيارات إضافية عند اللزوم.
  • قياس ضغط الدم في المنزل: من المهم تعلم كيفية قياس ضغط الدم باستخدام أجهزة القياس المتوفرة لأن قياس ضغط الدم بانتظام في المنزل يساعد في الكشف المبكر عن أي تغييرات غير طبيعية.
  • اتباع نظام غذائي صحي مناسب: الحفاظ على نظام غذائي صحي يساعد في التحكم بارتفاع ضغط الدم، وينصح بتجنب الأطعمة الغنية بالصوديوم والحرص على تناول حصة من الفواكه والخضروات. كما ينصح بتناول الأطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم باعتدال.
  • ممارسة الرياضة والنشاط البدني: ممارسة الرياضة ولو لمدة قصيرة يوميًا خاصة رياضة المشي يساعد بشكل كبير على انتظام ضغط الدم، وتحسين الدورة الدموية كما يساهم في التخلص من الوزن الزائد.
  • تجنب الضغط النفسي: الضغوط النفسية بعد الولادة يمكن أن تكون عامل خطر لارتفاع ضغط الدم، لذا يوصى تجنب مسببات الضغوط النفسية بشكل عام أو متابعة مختص عند الضرورة.
  • تناول الأدوية الموصوفة بانتظام: من المهم جدًا تناول الأدوية للسيطرة على ضغط الدم بانتظام وفقًا لتعليمات الطبيب دون مخالفة الجدول الزمني لتلك الأدوية كما يفضل استخدام بعض التذكيرات، مثل التنبيهات في الهاتف أو تقويم مرئي للتذكير بمواعيد تناول الأدوية.

نصيحة الطبي

يوصى بمراقبة ضغط الدم بانتظام بعد الولادة سواء فى المستشفى أو في المنزل لضمان صحة وسلامة الأم. ويمكن الآن الاستفادة من خدمات الاستشارات الطبية عن بعد عبر موقع الطبي للتحدث مع أحد الأطباء والمعتمدين حول كل ما يخص ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة.