تتغير الرغبة الجنسية عند النساء في مراحل العمر المختلفة بل وحتى على مدار الشهر، فتارة تزداد وتارة تنخفض، تحدث تقلبات الرغبة الجنسية عند النساء نتيجة التغيرات في مستوى الهرمونات في جسم وعوامل أخرى عديدة. يساهم التعرف على هذه التقلبات في فهم احتياجات المرأة بشكل أفضل، وتعزيز العوامل التي ترفع الدافع الجنسي أو الرغبة، والتعامل مع الأمور التي تخفض الرغبة إن أمكن. [1][2]

يتناول هذا المقال أبرز العوامل التي تؤثر على الرغبة الجنسية لدى المرأة بشكل عام، وكذلك طبيعة تقلبات الرغبة الجنسية عند النساء على مدار الشهر.

عوامل تؤثر على الرغبة الجنسية عند النساء

تتأثر الرغبة الجنسية أو الدافع الجنسي عند النساء بمجموعة من العوامل، أبرزها مستوى الهرمونات الجنسية، والحالة النفسية والعاطفية؛ لذلك فهي تتباين من وقت لآخر بين ارتفاع وانخفاض تبعًا لتغير هذه العوامل. [1]

نوضح فيما يلي أهم العوامل التي تؤثر على الرغبة الجنسية عند النساء:

التغيرات الهرمونية في مراحل العمر

تحدث تقلبات في الرغبة الجنسية عند النساء على مدار مراحل العمر المختلفة، حيث تزداد الرغبة في العشرينات من العمر، وتصل إلى ذروتها في الثلاثينات والتي يرتفع فيها اهتمام المرأة بالتخيلات الجنسية والعلاقة الحميمية. [1]

قد ينخفض الدافع الجنسي قليلًا عند الوصول إلى الأربعينات من العمر؛ نظرًا لبدء حدوث انخفاض في مستوى هرمون الإستروجين والتستوستيرون في الجسم، كما قد تبدأ فترة ما قبل انقطاع الطمث لدى بعض النساء وما يصاحبها من أعراض. [1]

يزداد انخفاض الرغبة الجنسية لدى بعض النساء ومدى اهتمامهم بالجنس في الخمسينات من العمر وما بعد ذلك، حيث تمر المرأة فيه بانقطاع الطمث وانتهاء فترة الخصوبة وتقل مستويات الهرمونات الجنسية، وقد تعاني الكثير من النساء من جفاف المهبل. [1]

الحمل

تؤدي التغيرات في الهرمونات التي تحدث طوال فترة الحمل إلى تقلبات الرغبة الجنسية عند النساء مع وجود اختلافات من امرأة لأخرى. [2]

تظهر تقلبات الرغبة الجنسية عند النساء في الحمل كالآتي: [2]

  • الثلث الأول من الحمل: عادة ما يلاحظ انخفاض الدافع الجنسي عند النساء في فترة الحمل الأولى، ومع ذلك تزداد حاجة المرأة إلى الاهتمام العاطفي في هذه المرحلة رغم قلة الرغبة بالجنس نتيجة الارتفاع الشديد في الهرمونات في هذه الفترة وما تسببه من أعراض مزعجة، مثل الغثيان والتعب العام.
  • الثلث الثاني من الحمل: ترتفع الرغبة الجنسية لدى معظم النساء في الثلث الثاني من الحمل؛ نظرًا لاستقرار مستوى هرمون الحمل واختفاء أعراض الحمل الأولى المزعجة، علاوة على زيادة تدفق الدم إلى المنطقة التناسلية.
  • الثلث الأخير من الحمل: يعاود الدافع الجنسي الانخفاض في هذه الفترة لما قد يرافقها من زيادة الوزن، والإرهاق، وآلام الجسم؛ الأمر الذي يؤثر على القدرة على ممارسة العلاقة الحميمية بسهولة.

انقطاع الطمث (سن اليأس)

تعد مرحلة انقطاع الطمث من العوامل التي تؤدي إلى تقلبات الرغبة الجنسية عند النساء جراء انخفاض مستوى هرمون الإستروجين؛ مما يقلل من الرغبة ويؤثر سلبًا على الوظيفة الجنسية عند المرأة. [3]

تواجه المرأة أيضًا خلال فترة انقطاع الطمث العديد من الأعراض المزعجة بفعل تغير مستوى الهرمونات، والتي قد تؤثر على مدى رغبتها واهتمامها بالجنس، منها: [3]

  • الهبات الساخنة.
  • الإرهاق.
  • التقلبات المزاجية.
  • جفاف المهبل وما يترتب عليه من ألم عند الجماع.

جدير بالذكر أن الرغبة والاستجابة الجنسية غالبًا ما تتحسن بعد مرحلة انقطاع الطمث، وقد يساهم في تحسنها غياب القلق المتعلق بالخوف من الحمل وقلة تحمل عبء رعاية الأطفال كالسابق. [3][4]

اقرأ أيضًا: أسباب انخفاض الرغبة الجنسية عند النساء، تعرف عليها

الصحة النفسية

تعد الصحة النفسية أحد العوامل الأساسية التي تؤثر على الرغبة الجنسية للمرأة، فاستقرار الحالة النفسية يعزز الرغبة لديها ويحسن من الاستجابة الجنسية، في المقابل فإن التوتر والضغوط الحياتية تنعكس سلبًا على الدافع الجنسي ومدى الاهتمام بالعلاقة الحميمية. [5]

يؤدي التوتر والقلق المستمر إلى نقص الرغبة الجنسية عند النساء، وذلك للأسباب الآتية: [5]

  • انشغال العقل بالتفكير بصفة مستمرة في المشكلات الحياتية والأمور التي تثير القلق فيصبح التفكير في الجنس آخر الاهتمامات.
  • إفراز الجسم لهرمونات التوتر، مثل الكورتيزول والإبينفرين، والتي تؤدي إلى انخفاض وظائف الجسم غير الأساسية مثل الدافع الجنسي.
  • اتباع نمط حياة غير صحي في محاولة لتخفيف التوتر، مثل التدخين أو تناول أطعمة دسمة غير صحية؛ الأمر الذي ينعكس سلبًا على الحياة الجنسية.

كذلك تؤدي المعاناة من الاكتئاب أو الأمراض النفسية الأخرى إلى انخفاض الرغبة الجنسية عند المرأة. [6]

العلاقة العاطفية

تؤثر طبيعة العلاقة العاطفية بين الزوجين على الحياة الجنسية وهي من أسباب تقلبات الرغبة الجنسية عند النساء تبعًا للتقلبات التي تمر بها العلاقة العاطفية. [7]

ينعكس الاستقرار العاطفي والتفاهم ووجود لغة فعالة في الحوار بين الزوجين وكذلك الاستمتاع بالعلاقة الحميمية إيجابيًا على الرغبة الجنسية، بينما عندما تصبح العلاقة الحميمية روتينًا، أو تكثر الخلافات والمشكلات الزوجية يتأثر الدافع الجنسي لدى المرأة وتفقد اهتمامها بالجنس. [7]

اقرأ أيضًا: ما سبب الشهوة المستمرة عند النساء؟

الصحة العامة

تلعب صحة المرأة العامة دورًا في طبيعة الرغبة الجنسية لديها، إذ أن التمتع بصحة جيدة يؤثر بصورة إيجابية على الدافع الجنسي والوظيفة الجنسية؛ لذا قد تواجه النساء اللاتي تعاني من مشكلات صحية خاصة تلك التي تسبب ألمًا أثناء الجماع انخفاض الرغبة، مثل: [6]

يمكن أن تؤدي الأمراض المزمنة التي يعاني منها بعض النساء مع التقدم في العمر إلى ضعف الدافع الجنسي وقلة الاهتمام بالجنس لما تسببه من شعور بالإرهاق أو الألم الجسدي. [8]

الرياضة

تعزز الرياضة الرغبة الجنسية بشكل كبير عند النساء من خلال تأثيرها الإيجابي على عدة جوانب، منها: [9]

  • تحسين اللياقة البدنية.
  • تقليل التوتر والضغوط النفسية عبر إطلاق هرمون الإندورفين الذي يحسن الحالة المزاجية ويمنح شعورًا بالسعادة.
  • تحسين تدفق الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة ومنها المنطقة التناسلية.
  • تحسين الأداء الجنسي والوصول إلى هزة الجماع من خلال تقوية عضلات الحوض.
  • زيادة الثقة بالنفس.

اقرأ أيضًا: طرق علاج ضعف الرغبة الجنسية عند المرأة

تقلبات الرغبة الجنسية عند النساء على مدار الشهر

تتغير الرغبة الجنسية عند المرأة بطبيعتها على مدار الدورة الشهرية مع التقلب الذي يحدث في مستوى الهرمونات، يرتفع مستوى هرمون الإستروجين في النصف الأول من الدورة الشهرية وتصل الرغبة إلى أوجها قبيل التبويض مباشرة عندما يرتفع هرمون الملوتن. [2]

بعد ذلك، تقل الرغبة الجنسية في النصف الثاني من الدورة الشهرية مقارنة بالنصف الأول لانخفاض مستوى الإستروجين والتقلبات المزاجية التي قد تمر بها المرأة في هذه المرحلة، وكذلك أعراض ما قبل الطمث. [2]

نصيحة الطبي

تتأثر الرغبة الجنسية عند النساء بالتغيرات الفسيولوجية، والنفسية، والعاطفية التي تمر بها المرأة، ويساهم الحفاظ على الصحة البدنية والنفسية واتباع نمط حياة صحي في تعزيز الرغبة لدى المرأة وتحسين الوظيفة الجنسية.

لا تترددي باستشارة طبيب متخصص من طاقم الطبي للرد عن كافة استفساراتك حول كل ما يخص الرغبة الجنسية وطرق تحسينها.

هل يوجد أعراض محددة لحالات خثار الجيب الكهفي ؟