تؤدي الإصابة بمرض هشاشة العظام إلى ضعف وتلف في بنية العظام، وهو مرض يمكن أن يصيب أي شخص، ولكن عادة ما تتعرض النساء للإصابة بهذا المرض بنسبة أكبر، كما أن خطر الإصابة بهذا المرض يزداد بشكل كبير مع تقدم المرأة في العمر.

سنتحدث في هذا المقال عن أسباب هشاشة العظام عند النساء، وطرق تشخيصها، بالإضافة إلى الوسائل الوقائية وطرق العلاج.

ما هي هشاشة العظام عند النساء؟

تعد هشاشة العظام من أمراض العظام الأكثر شيوعًا وخاصة عند النساء، وتحدث عادةً مع التقدم في العمر نتيجة انخفاض كثافة وقوة العظام، وذلك بسبب زيادة حجم الثقوب الصغيرة التي تشبه خلية النحل المتواجدة داخل بنية العظم الداخلية، ويتم ملاحظة هذه الثقوب الصغيرة باستخدام المجهر.[1]

تتوسع هذه الثقوب ويزداد حجمها عند الإصابة بهشاشة العظام، مما يجعل العظام أضعف وأقل كثافة، وأكثر عرضة للكسر، وتحدث هشاشة العظام عند النساء عادة إما لأسباب أولية ترتبط بالشيخوخة وهي الأكثر شيوعًا، أو ثانوية ترتبط بحالات مرضية أخرى.[1]

يزداد خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام عند النساء في حال وجود بعض عوامل الخطورة، تتمثل فيما يلي:[2]

  • النساء ذات الأصول القوقازية، أو الآسيوية، أو اللاتينية.
  • النساء اللاتي يعانين من زيادة في الوزن.
  • النساء اللاتي يعانين من اضطرابات في الأكل أو مشكلات في الغدة الدرقية.
  • عدم ممارسة الرياضة بشكل كافٍ.
  • وجود تاريخ عائلي لهشاشة العظام.

اقرأ أيضًا: أسباب هشاشة العظام

أسباب هشاشة العظام عند النساء

تتعرض النساء بشكل خاص لخطر الإصابة بمشاكل صحية تتعلق بالعظام، مثل هشاشة العظام، ولذلك يجب على النساء البدء في الاهتمام بصحة عظامهن بغض النظر عن عمرهن أو مستوى لياقتهن، وفيما يلي نذكر أهم أسباب هشاشة العظام عند النساء.[2]

فشل المبايض المبكر

يمكن أن يسبب الفشل المبكر للمبايض هشاشة العظام عند النساء، وتسمى هذه الحالة أيضًا بقصور المبيض الأولي، وفيها تتوقف المبايض عن العمل بشكل صحيح قبل سن الأربعين، مما يتسبب في عدم إطلاق البويضات بانتظام من المبيضين، وعدم إنتاج كمية كافية من هرمون الاستروجين المسئول عن الحفاظ على صحة العظام، وبالتالي فإن نقص كمية الإستروجين يزيد من احتمالية الإصابة بهشاشة العظام.[1]

انقطاع الطمث

تعد مرحلة انقطاع الطمث أو ما يعرف بسن اليأس من المراحل الحيوية التي تمر بها المرأة، وخلال هذه المرحلة، ينتج جسم المرأة كميات أقل من الهرمونات الأنثوية، مثل الإستروجين، ولذلك تزداد خطورة الإصابة بمرض هشاشة العظام عند النساء بعد سن اليأس.[1]

كذلك يوجد عوامل أخرى تؤثر على احتمالية الإصابة بمرض هشاشة العظام عند النساء في مرحلة انقطاع الطمث وهم:[3]

  • كتلة العظام عند انقطاع الطمث: تزداد احتمالية الإصابة بمرض هشاشة العظام بشكل كبير في حال كانت كتلة العظام أقل من الحد الأدنى المطلوب، أو مع وجود عوامل خطر أخرى تزيد من فقد العظام.
  • معدل فقدان العظام بعد انقطاع الطمث: يختلف هذا المعدل من إمرأة إلى أخرى، فبعض النساء يفقدن العظام بمعدل أسرع من غيرهن، ويمكن للمرأة أن تفقد ما يصل إلى 20٪ من كثافة عظامها خلال الخمس إلى السبع سنوات التي تلي انقطاع الطمث، وبالتالي كلما كان معدل فقدان العظام أسرع، كلما زادت احتمالية الإصابة بمرض هشاشة العظام عند النساء.

اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته عن هشاشة العظام

امتلاك النساء عظام أصغر وأضعف من الرجال

تكون النساء غالبًا أقصر وأصغر حجماً من الرجال، لذا فإن عظامهن تتميز بخفة الوزن وسهولة الكسر، وفي حال كان وزن المرأة 127 رطلاً أو أقل، فإن العظام معرضة لخطر الإصابة بمرض هشاشة العظام بشكل أكبر، ويُنصح بممارسة تمارين رفع الأثقال، والجري، أو المشي، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي يحتوي على الكالسيوم بكميات كافية، وذلك لتعزيز قوة العظام في سن مبكرة.[2]

سوء التغذية

يعد فيتامين د والكالسيوم من العوامل الهامة في الحفاظ على صحة العظام، وإذا لم يتم تناولهما بشكل كاف في الروتين الغذائي، فإن النساء تكون أكثر عرضة للاصابة بمرض هشاشة العظام، وتتعرض النساء بشكلٍ خاص لهذا المخاطر نظرًا لانخفاض مستويات فيتامين د والكالسيوم لديهن، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام عند النساء.

اقرأ أيضًا: نقص فيتامين د وهشاشة العظام

ثالوث الأنثى الرياضية

تتميز حالات الثلاثية الرياضية بظاهرة فقدان الدورة الشهرية وانخفاض مستويات الطاقة، ويمكن أن يصاحب ذلك اضطراب في نمط الأكل وتراجع في كثافة المعادن في العظام، وقد يؤدي هذا التراجع المستمر بكثافة العظام إلى الإصابة بهشاشة العظام على المدى البعيد.[1]

بعض العمليات الجراحية

يمكن أن يزيد استئصال الرحم واستئصال المبيض، وهما عمليتان جراحيتان لإزالة الرحم والمبايض على التوالي، من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظامعند النساء. [1]

الحمل والرضاعة

تحتاج النساء الحوامل أو المرضعات إلى الحصول على كميات مناسبة من الكالسيوم وفيتامين د لتكوين عظام صحية للطفل، وفي حالة عدم تناول كمية كافية من هذه الفيتامينات والمعادن، يقوم الجسم بسحب الكالسيوم من العظام، لكن يجدر بالذكر أن معظم النساء تستطيع استعادة كتلة العظام بعد الولادة.[2]

اقرأ أيضًا: الكالسيوم وهشاشة العظام

تشخيص هشاشة العظام عند النساء

تختلف عملية تشخيص مرض هشاشة العظام عند النساء باختلاف عمر المرأة، ولكن عادة إذا كان عمر المرأة أقل من 50 عامًا، فلن يتم إجراء فحص ديكسا، وهو فحص يوضح مدى كثافة العظام على الفور ما لم يشير الفحص الأولي والمختبرات إلى أن خطر الإصابة بهشاشة العظام مرتفع. [1]

اقرأ أيضًا: اغذية ونصائح طبية لمرضى هشاشة العظام

علاج من هشاشة العظام عند النساء

تعد معظم أدوية هشاشة العظام المتوفرة حاليًا غير معتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء لاستخدامها من قبل النساء قبل انقطاع الطمث، ولكن بالنسبة للنساء اللواتي تناولن أدوية الستيرويد لفترة طويلة، تمت الموافقة على عدد من أدوية هشاشة العظام للوقاية والعلاج.[3]

وقد يوصي مقدم الرعاية الصحية المرأة تناول دواء هشاشة العظام قبل انقطاع الطمث في بعض الحالات النادرة، مثل كسر العظام بسبب انخفاض كثافة العظام، أو فقدان شديد في كثافة العظام بسبب حالة طبية.[3]