تبدأ رحلة تشخيص سرطان الثدي عند اكتشاف أي تغيرات غير طبيعية أثناء عمل الفحص الذاتي للثدي، أو في حال إظهار فحص الماموجرام السنوي وجود مشكلة في الثدي. يفيد الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي في زيادة فرصة نجاح العلاج والتعافي وتجنب الإصابة بالمضاعفات المحتملة. [1]

يتناول هذا المقال خطوات تشخيص سرطان الثدي مع توضيح أبرز الفحوصات والاختبارات التي تجرى لتشخيصه، وكذلك تحديد مرحلته، ونوعه، وطريقة العلاج المناسبة.

تشخيص سرطان الثدي

يبدأ تشخيص سرطان الثدي بمعرفة التاريخ الطبي وتقييم الأعراض التي يعاني منها الشخص، ومن ثم عمل فحص بدني لمنطقة الثدي والإبط للكشف عن وجود أي تغيرات غير طبيعية أو كتل أو مناطق صلبة في الثدي. [2]

قد يطلب الطبيب بعد ذلك إجراء بعض الفحوصات والاختبارات في حال الاشتباه في الإصابة بسرطان الثدي، ومن أبرز هذه الفحوصات ما يلي:

الفحوصات التصويرية

تجرى الاختبارات التصويرية لفحص أنسجة الثدي والكشف عن التغيرات الحادثة فيها، ومن أهم الفحوصات التصويرية التي يطلبها الطبيب في تشخيص سرطان الثدي ما يلي: [3]

فحص الماموجرام (بالإنجليزية: Mammogram) هو فحص يتم فيه التقاط صور للثدي عبر تسليط جرعة منخفضة من الأشعة السينية عليه للكشف عن أي تغيرات غير طبيعية في أنسجته حتى لو كانت صغيرة لا يمكن اكتشافها بالفحص الذاتي أو السريري.

يستخدم الماموجرام لعدة أغراض، منها: [2][4]

جدير بالذكر أن نتائج فحص الماموجرام غير الطبيعية لا تعني حتمية الإصابة بسرطان الثدي، ولكنها قد تشير إلى الحاجة لإجراء مزيد من الاختبارات لمعرفة التشخيص المناسب. [4]

اقرأ أيضًا: أعراض سرطان الثدي: دليلك الشامل

يجرى عادة التصوير بالموجات فوق الصوتية للثدي (بالإنجليزية: Breast Ultrasound) ضمن خطوات تشخيص سرطان الثدي بعد الماموجرام في حال ظهور أنسجة غير طبيعية فيه أو عند وجود كتلة محسوسة في الثدي. يستخدم هذا الفحص موجات صوتية عالية التردد للكشف عن طبيعة الكتلة الموجودة في الثدي هل هي كيس مملوء بالسوائل أم كتلة صلبة؛ مما قد يساعد في التفريق بين أورام الثدي الحميدة وسرطان الثدي. [2][3][5]

تستخدم الموجات فوق الصوتية غالبًا لفحص جزء من الثدي وليس الثدي بأكمله، وقد تفيد أيضًا في تحديد مكان أخذ العينة من أنسجة الثدي عند عمل خزعة. [2]

يستخدم تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Breast MRI) المجال المغناطيسي وموجات الراديو المحوسبة لتكوين صورة مفصلة للثدي، وعادة ما يتم إعطاء صبغة التباين وريديًا لتكوين صورة أوضح لأنسجة الثدي والتغيرات الحادثة فيها. [3][5]

لا يعد تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي فحصًا دقيقًا لتشخيص سرطان الثدي، ولكنه يجرى بجانب فحوصات أخرى للمساعدة في التشخيص، وقد يوصي به الطبيب في الحالات الآتية: [3][4][5]

اقرأ أيضًا: طرق علاج سرطان الثدي

الخزعة

يعد أخذ عينة من الورم في الثدي والتي تسمى خزعة الثدي (بالإنجليزية: Breast Biopsy) هي طريقة فحص سرطان الثدي المثلى لتأكيد تشخيص سرطان الثدي أو نفيه. تجرى الخزعة عبر أخذ عينة من الكتلة المشتبه في أنها سرطانية في الثدي وكذلك من العقد الليمفاوية في بعض الحالات، ومن ثم يتم فحص هذه الأنسجة في المختبر تحت المجهر. [2][6]

تتعدد أنواع الخزعة بناء على التقنية المستخدمة، وتشمل أبرز الأنواع ما يلي: [2][3][5]

طرق تحديد مرحلة سرطان الثدي

قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات أخرى في حال تأكيد تشخيص سرطان الثدي، وذلك لتحديد مرحلة السرطان اعتمادًا على حجمه، ومدى انتشاره، وما إذا كان انتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم. [5]

تتضمن هذه الفحوصات ما يلي: [4][5][7]

اقرأ أيضًا: مراحل سرطان الثدي وتطوره

كيفية تحديد نوع سرطان الثدي وطرق علاجه

يمكن أن تستدعي بعض الحالات الخضوع لاختبارات أخرى بعد تأكيد تشخيص سرطان الثدي لتحديد نوع السرطان وأفضل طريقة لعلاجه، ومن أبرز هذه الاختبارات ما يلي: [6]

قد تحفز الهرمونات الأنثوية الإستروجين والبروجيستيرون نمو الخلايا السرطانية في بعض أنواع السرطانات التي تحتوي خلاياها على مستقبلات لهذه الهرمونات؛ لذلك يفيد أخذ خزعة واختبار استجابة الخلايا السرطانية للهرمونات في الكشف عن ما إذا كانت تحتوي على هذه المستقبلات أم لا؛ الأمر الذي يساهم في اختيار العلاج المناسب. [1][6]

مستقبل عامل النمو البشري الثاني (HER2) هو بروتين يحفز نمو بعض أنواع سرطان الثدي، ويساهم الكشف عن هذا البروتين في تحديد العلاج المناسب. [6]

نصيحة الطبي

يتم تشخيص سرطان الثدي عبر إجراء فحص بدني وعمل مجموعة من الفحوصات والاختبارات، ويساهم اكتشاف سرطان الثدي مبكرًا في نجاح العلاج؛ لذا يوصى بعمل فحص ذاتي للثدي ومراجعة الطبيب على الفور عند اكتشاف أي تغيرات في الثدي أو الشعور بوجود كتلة صلبة فيه.

اقرأ أيضًا: الفحص الذاتي للثدي