يعتقد العديد من الأشخاص أن التخلص من الدهون الزائدة يكون فقط عن طريق ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي، ولكن قلة النوم قد تصبح واحدة من العوامل البارزة والمؤثرة في زيادة الوزن.

سنتناول الحديث في هذا المقال عن تأثير قلة النوم على الوزن، وكذلك سنتطرق إلى بعض الدراسات العلمية التي أوضحت العلاقة بينهما.

هل تسبب قلة النوم زيادة الوزن؟

تلعب العديد من الهرمونات دورًا مهمًا في التحكم في وزن الجسم، وتتأثر تلك الهرمونات بقلة النوم عندما لا يحصل الجسم على نوم كافٍ، وتشمل هذه الهرمونات هرمون الجريلين واللبتين، حيث يعمل كل منهما بتأثير معاكس للآخر، فيعمل الجريلين على تحفيز الشعور بالجوع، في حين يساهم اللبتين في تعزيز الشعور بالشبع، وبالتالي يعمل هرمون الجريلين على إعطاء إشارة لتناول الطعام، بينما يعطى هرمون اللبتين الإشارة للتوقف عن تناول الطعام، ويلعب أيضًا هرمون الإنسولين دورًا في زيادة الوزن مع قلة النوم بجانب هذه الهرمونات

ويمكن توضيح ذلك كما يلي:[1]

هرمون اللبتين

ينتج اللبتين بشكل أساسي من خلايا الدهون في الجسم، ويساهم في تنظيم مستويات الدهون من خلال التحكم في الشهية، ويرتبط مستوى اللبتين في الدم بشكل مباشر بكمية الدهون في الجسم، فكلما زادت نسبة الدهون، زادت مستويات اللبتين.[1]

ترتفع مستويات اللبتين بشكل ثابت أثناء الليل عند الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتصل ذروتها في الساعات الأولى من الصباح، ويساعد هذا الارتفاع التدريجي على عدم الشعور بالجوع عندما يحين وقت النوم.[1]

اقرأ أيضًا: أسباب قلة النوم

لكن عندما لا يحصل الجسم على قسط كافٍ من النوم، تظل مستويات اللبتين منخفضة، لذا يعتقد الدماغ أن الجسم يحتاج إلى المزيد من الطاقة، فيرسل إشارات الجوع وتزيد الرغبة في تناول الطعام، ثم يتم تخزين السعرات الحرارية التي لا يحتاجها الجسم على شكل دهون في الجسم.[1]

هرمون الجريلين

يتم تصنيع الجريلين في الغالب في المعدة ويعرف باسم "هرمون الجوع" لأنه مسؤول عن الشعور بالجوع، حيث تزداد مستويات هرمون الجريلين في الدم عند الشعور بالجوع، وتنخفض مستوياته عند تناول الطعام والشبع.[1]

كذلك تتأثر مستويات هرمون الجريلين بطبيعة الطعام الذي يتم تناوله، حيث يؤدي تناول الكربوهيدرات والبروتينات إلى انخفاض أكبر في هرمون الجريلين مقارنة بالدهون، لذلك قد تساعد الأكلات الصحية على الشعور بالشبع بشكل أسرع.[1]

اقرأ أيضًا: علاج الأرق وقلة النوم

تنخفض مستويات هرمون الجريلين بشكل طبيعي عند النوم، وذلك لأن الجسم في حالة راحة ولا يحتاج إلى حرق الكثير من السعرات الحرارية، ولكن عندما لا يحصل الجسم على قسط كافٍ من النوم، يؤثر ذلك على معدل سحب هرمون الجريلين من الجسم، لذا يستمر الشعور بالجوع والرغبة في تناول المزيد من الطعام.[1]

الإنسولين

يعد هرمون الإنسولين من الهرمونات التي تتأثر بقلة النوم، كذلك يساهم الإنسولين في عملية التحكم في تخزين الدهون في الجسم، ويحدث مرض السكري من النوع الثاني نتيجة عدم استجابة الجسم للإنسولين، الذي يعد المسؤول الرئيسي عن تنظيم مستويات السكر في الدم.[1]

يحفز إفراز الإنسولين الخلايا على الحصول على الجلوكوز اللازم لإنتاج الطاقة للجسم، وفي الوقت نفسه يحفز الخلايا على بدء إنتاج الدهون لتخزينها في الجسم، لذا كلما زاد الإنسولين في الجسم زاد تخزين الدهون.[1]

وقد أظهرت الدراسات التي أجريت بقسم الطب بمستشفى بريغهام للنساء بالولايات المتحدة أن الخلايا تكون أقل استجابة للإنسولين لدى الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم، وهو ما يعرف باسم "مقاومة الإنسولين"، التي تعد أحد أهم عوامل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.[1]

كذلك أظهرت إحدى الدراسات بقسم الطب أوكسفورد، أن قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى حدوث مقاومة الإنسولين، وبالتالي تحفيز زيادة الوزن، وتراكم الدهون في الجسم.[1]

اقرأ أيضًا: علاج قلة النوم لمرضى السكر

لذلك قد تسبب قلة النوم زيادة الوزن من خلال التأثير على الهرمونات السابقة، لأن هذا التأثير يحفز الجسم على تخزين الدهون كطريقة دفاعية من الجسم للتأكد من الحصول على طاقة كافية للبقاء على قيد الحياة في حالة عدم الحصول على كمية كافية من النوم.[1]

الدراسات العلمية حول تأثير قلة النوم على الوزن

أظهرت الأبحاث الحديثة مجموعة من النتائج التي توضح العلاقة القوية بين قلة النوم وزيادة الوزن، ونذكر أهمها كما يلي:[2][3]