يعاني المجتمع من انتشار ظاهرة التنمر والتي تمثل خطرًا على من يتعرض لها فقد تمتد آثارها النفسية على الفرد فترات طويلة، فما هي دوافع وأسباب التنمر التقليدي والإلكتروني؟ وهل تعد هذه الأسباب مبررًا للتنمر؟ [1]

قد يعزى تنمر شخص على الآخرين إلى طبيعة الأسرة التي نشأ فيها المتنمر وتجاربه وسماته الفردية، وربما ما يفسح المجال للتنمر الاختلافات العديدة بين الأشخاص الاجتماعية، والثقافية، والدينية، والعرقية. [1]

يتناول هذا المقال أسباب التنمر في المدارس عند الأطفال والمراهقين، وكذلك في أماكن العمل، وما الأضرار النفسية والسلوكية التي قد تقع على الفرد نتيجة تعرضه للتنمر.

أسباب التنمر

يوجد العديد من العوامل والأسباب التي تؤدي إلى الانخراط في سلوك التنمر على الآخرين لإشباع الرغبة في السيطرة، أو للفت الانتباه، وربما جراء الإحساس بالفوقية أو الدونية وانعدام الأمان، رغم ذلك لا تعد هذه الأسباب مبررًا للتعدي على الغير أو السخرية والانتقاص منهم. [1]

نوضح فيما يلي أبرز أسباب التنمر في المجتمع:

قد يعزى سبب التنمر إلى اكتساب هذا السلوك من المحيطين بالشخص، فعلى سبيل المثال يمكن أن ينشأ الطفل في أسرة يتنمر فيها الكبار على بعضهم البعض فينتقل هذا السلوك منهم إلى الأطفال بمرور الوقت، فيصبح الطفل أو المراهق متنمرًا على غيره اعتقادًا منه أن السخرية من الغير والتنمر عليهم يعد أمرًا طبيعيًا. [2]

يمكن أن ترجع أسباب التنمر إلى تعرض الشخص للعنف والمعاملة السيئة أو القاسية من قبل والديه، الأمر الذي ينعكس على تصرفاته مع الآخرين فيلجأ إلى صب جام غضبه على من حوله بسلوك عدواني أو ساخر أو متنمر. [3]

لا يقتصر سلوك التنمر لدى الأطفال والمراهقين على تعرضهم للمعاملة القاسية من الآباء، ولكن يعد التساهل المفرط مع الأبناء أو إهمال رعايتهم بيئة خصبة لنشأة الطفل دون رادع مصلح لسلوكياته الخاطئة، فلا يجد من يرشده للصواب عند إيذاء الآخرين. [4]

قد تكون مكانة بعض الأشخاص الاجتماعية دافعًا لنظرتهم لمن حولهم بدونية واحتقار وقد يصل الأمر إلى التنمر على الآخرين والتقليل من شأنهم، كما أن اتسام البعض بسمات النرجسية وعدم التعاطف مع الآخرين يعزز لديهم الشعور بأنهم أفضل من الجميع، ويعد سلوك التنمر وتخويف غيرهم وسيلة لشعورهم بالرضا والقوة. [1]

تشمل أسباب التنمر بين الأطفال أيضًا اتخاذه وسيلة للفت الانتباه والحصول على الاهتمام لملء الفراغ العاطفي بداخلهم نتيجة الحرمان من الحصول على الاهتمام والحب الكافي من والديهم. [2]

يعد الشعور بالنقص وعدم الإحساس بالأمان أحد أسباب التنمر حيث يلجأ الشخص إلى السخرية من الآخرين في محاولة لتثبيط عزيمتهم واحتقارهم حتى يخلق بداخله شعورًا وهميًا بأنهم ليسوا أفضل منه، فعلى سبيل المثال قد يتنمر طفل على طفل آخر فقط لكونه ذكيًا ومجتهدًا في محاولة للتغطية على عيوبه في ضعف التحصيل الدراسي. [2]

أسباب التنمر المدرسي

هناك العديد من أسباب التنمر بين الطلاب في المدرسة، فبالإضافة للأسباب السابقة التي تتعلق بنشأة الطفل وتجاربه يساهم تجمع الأطفال في المدرسة مع الاختلافات والفروقات بينهم في جعل البعض عرضة للتنمر من أقرانهم. [5]

تتضمن أسباب التنمر في المدرسة ما يلي: [3][5]

اقرأ أيضًا: هل طفلي ضحية للتنمر المدرسي؟

أسباب التنمر عند المراهقين

قد تعزى أسباب التنمر عند المراهقين إلى عوامل أسرية، أو دوافع فردية، أو جراء عدم الاتزان النفسي وغياب التعاطف مع الآخرين، وربما نتاج مزيج من هذه العوامل. [6]

نوضح فيما يلي أبرز أسباب التنمر بين المراهقين ما يلي: [6]

اقرأ أيضًا: التنمر الإلكتروني

أسباب التنمر في العمل

لا يقتصر التنمر على الأطفال والمراهقين، بل إن الكبار أيضًا قد يتنمرون على بعضهم البعض خاصة في أماكن العمل، وقد تختلف أسباب التنمر عند الكبار في العمل بناء على السمات الشخصية، والدوافع، والرغبة في التفوق والصعود حتى لو على حساب إيذاء الغير والتنمر عليهم. [7]

تشمل أسباب التنمر في مكان العمل ما يلي: [7][8]

ما هي عواقب التنمر؟

يؤدي التنمر إلى عواقب وخيمة على الأشخاص الذين يتعرضون له، حيث يؤثر على صحتهم النفسية وثقتهم بأنفسهم ومن حولهم، ومن أضرار التنمر ما يلي: [5][9]

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع المتنمرين

نصيحة الطبي

تتعدد أسباب التنمر بين السمات الشخصية، والنشأة والتربية الأسرية، والعوامل المجتمعية، ومع ذلك ينبغي إدراك أنه لا يوجد أي مبرر للتنمر والسخرية من الآخرين فعلى الأطفال والكبار التزام حدودهم وتعلم كيفية احترام الغير وتقبله، وعلى جميع الآباء تعليم أبنائهم منذ الصغر احترام الغير وتقبل الاختلاف وعدم التعدي على الآخرين دون وجه حق، وكذلك تعليم الطفل كيفية الدفاع عن نفسه عند التعرض للتنمر.