يعد تورم الذراع بعد استئصال الثدي أحد الآثار الجانبية لهذه العملية، وقد يحدث التورم مدة قصيرة ويختفي تلقائيًا بينما في حالات أخرى يصبح مزمنًا. يطلق على تورم الذراع في هذه الحالة اسم الوذمة اللمفية (بالإنجليزية: Lymphedema) والتي قد تحدث جراء إعاقة تصريف السائل اللمفاوي من الذراع نتيجة إزالة العقد اللمفاوية الإبطية خلال الجراحة؛ مما يؤدي إلى انتفاخ الذراع بعد عملية استئصال الثدي في بعض الحالات. [1][2]

تعرف في هذا المقال على أنواع وأسباب تورم الذراع بعد استئصال الثدي، وطرق علاجه، وكذلك إرشادات هامة للوقاية من حدوث انتفاخ الذراع بعد استئصال الثدي.

أنواع تورم الذراع بعد استئصال الثدي

يوجد عدة أنواع من الوذمة اللمفية في الذراع تقسم بناء على وقت تطورها ومدى استمرارها: [3]

أسباب تورم الذراع بعد استئصال الثدي

يضم الجهاز اللمفاوي العديد من الأوعية والعقد اللمفاوية في مناطق الجسم المختلفة منها الإبط، تعمل العقد اللمفاوية في الإبط على تصريف السائل اللمفاوي عبر الأوعية اللمفاوية في منطقة أعلى الذراع، والإبط، والثدي، والصدر، والرقبة. [3]

ويعرف السائل اللمفاوي بأنه أحد مكونات جهاز المناعة، يحتوي على بروتينات وخلايا مناعية لمحاربة العدوى، ويتم تصريفه من أنسجة الجسم عبر العقد اللمفاوية إلى الأوعية الدموية. [4]

قد ترجع أسباب تورم الذراع بعد استئصال الثدي إلى إزالة هذه العقد اللمفاوية أثناء الجراحة أو تضررها ما يؤدي إلى تجمع السوائل في أنسجة الذراع وتورمها. [5]

تتضمن جراحات استئصال الثدي ومضاعفاتها التي قد تتسبب في حدوث وذمة لمفية في الذراع ما يلي: [5][6]

يمكن أن يؤدي الخضوع للعلاج الإشعاعي أيضًا إلى انسداد العقد اللمفاوية الإبطية أو تندبها ما يعوق تصريف السوائل عبر الأوعية اللمفاوية؛ الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بوذمة لمفية في الذراع. [1]

اقرأ أيضًا: العلاج الكيماوي لسرطان الثدي، كل ما تريد معرفته عنه

ما هي عوامل خطر تورم الذراع بعد استئصال الثدي؟

قد تزيد بعض العوامل من خطر انتفاخ الذراع بعد استئصال الثدي: [6]

أعراض تورم الذراع بعد استئصال الثدي

يحدث تورم الذراع بعد استئصال الثدي على الجانب الذي أجريت فيه الجراحة، وقد يكون التورم خفيفًا، أو متوسطًا، أو شديدًا. [1]

تشمل أبرز علامات وأعراض الوذمة اللمفية في الذراع بعد استئصال الثدي ما يلي: [1][2]

تجدر الإشارة إلى أن حدوث تورم بسيط للذراع خلال الأسابيع الأولى بعد عملية استئصال الثدي يعد أمرًا طبيعيًا. [5]

تشخيص تورم الذراع بعد استئصال الثدي

يعتمد الطبيب في تشخيص تورم الذراع بعد استئصال الثدي أو الوذمة اللمفية على معرفة التاريخ الطبي والفحص البدني للذراع ومقارنتها بالذراع الأخرى. [6]

قد يكتفى بالفحص البدني لتأكيد التشخيص ولكن في بعض الحالات يمكن أن يطلب الطبيب فحوصات أخرى، مثل: [6]

كيفية علاج تورم الذراع بعد استئصال الثدي

يهدف علاج الوذمة اللمفية في الذراع بعد عملية استئصال الثدي إلى تقليل تراكم السوائل وانتفاخ الذراع، وتخفيف الأعراض الأخرى، ومنع تفاقم الحالة. [2]

تشمل طرق علاج تورم الذراع بعد استئصال الثدي ما يلي:

تفيد بعض التمارين منخفضة الشدة في علاج انتفاخ اليد بعد عملية سرطان الثدي، حيث يؤدي انقباض العضلات إلى المساعدة على تصريف السائل اللمفاوي المتراكم في الأنسجة، وسيقوم الطبيب أو المعالج الطبيعي بتدريب الشخص على هذه التمارين لتطبيقها في المنزل. [6]

قد يساهم رفع الذراع المصابة فوق مستوى القلب على وسادة مريحة كلما سنحت الفرصة بذلك في تصريف السوائل المتراكمة وتخفيف تورم الذراع بعد عملية استئصال الثدي. [7]

تساعد الأكمام الضاغطة أو الضمادات المرنة التي يتم لفها على الذراع بإحكام على منع تراكم السوائل في الذراع وتحسين تصريفها. [1]

يلعب إنقاص الوزن الزائد دورًا مهمًا في علاج تورم الذراع بعد استئصال الثدي، إذ أن زيادة الوزن قد تؤدي إلى صعوبة التحكم في التورم وتفاقم الأعراض. [1]

يتضمن العلاج الطبيعي عمل تصريف ليمفاوي يدوي عبر تدليك الذراع بطريقة معينة تساعد في تصريف السائل اللمفاوي المتراكم فيها. [2]

قد يستخدم أيضًا جهاز الضغط الهوائي وهو جهاز يتم ارتداؤه على الذراع يطبق ضغطًا هوائيًا لتحريك السوائل المتراكمة. [2]

قد تستدعي بعض الحالات الخضوع لجراحة لتحسين تصريف السائل اللمفاوي وتخفيف تورم الذراع بعد استئصال الثدي، ومن هذه الجراحات: [4][8]

اقرأ أيضًا: طرق علاج سرطان الثدي

نصائح للتعايش مع تورم الذراع بعد استئصال الثدي

يوصى باتباع الإرشادات التالية للحد من أعراض تورم الذراع بعد استئصال الثدي، والحفاظ على سلامتها، وتقليل خطر حدوث المضاعفات: [5][6]

الوقاية من تورم الذراع بعد استئصال الثدي

هناك بعض النصائح التي قد تساهم في تقليل احتمالية تورم الذراع بعد استئصال الثدي، مثل: [5]

هل تشفى الوذمة اللمفية بعد استئصال الثدي؟

يساهم اكتشاف الوذمة اللمفية مبكرًا والبدء في العلاج في أسرع وقت في السيطرة على الأعراض بشكل كبير، والتحكم في التورم، وتحسين القدرة على استخدام الذراع بشكل طبيعي. [4]

تجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن علاج الوذمة اللمفية نهائيًا حيث يقتصر دور العلاج على تخفيف التورم، ويؤدي إهماله إلى تفاقم الأعراض والحد من القدرة على استخدام الذراع، وربما يعرض الذراع إلى الإصابة بعدوى بسهولة أو مشاكل أخرى. [5][6]

اقرأ أيضًا: سرطان الثدي عند النساء، تعرفي على الأسباب

نصيحة الطبي

قد يحدث تورم الذراع بعد استئصال الثدي نتيجة تراكم السوائل جراء استئصال العقد اللمفاوية لعلاج سرطان الثدي، ويمكن أن يكون هذا التورم مؤقتًا أو يصبح حالة مزمنة. ينبغي على الأشخاص الذين خضعوا لجراحة استئصال الثدي أو العلاج الإشعاعي المتابعة الدورية مع الطبيب للاطمئنان على سلامة الذراع أولًا بأول وإبلاغ الطبيب، مع الحرص على اتباع الإرشادات التي تساهم في الوقاية من حدوث الوذمة اللمفية.